بعثونا لنحذرك هؤلاء القوم الذين قدموا عليك، لأنهم قوم رجل كذاب، خرج فينا، يزعم أنه رسول، ولم يتابعه أحد منا إلا السفهاء، وقد ابتدعوا دينا سوى دينك، ودين من مضى من ابائنا، لا نعرفه، وفارقوا أشرافهم، وخيارهم، وأهل رأيهم، وانقطعوا بأمرهم عنهم، تم خرجوا إليك لتمنعهم من عشائرهم، وآبائهم، فادفعهم إلينا، نردهم على آبائهم وعشائرهم.
فقالت البطارقة: صدقوا أيها الملك، فارددهم، فهم أعلم بقومهم. وقال له: وآية ذلك أنهم لا يسجدون لك رغبة عنك وعن دينك.
قال النجاشى: لم أكن لأرد قوما نزلوا بلادي، وجاؤوا إلي.
قالت أم سلمة ا: فمضى المسلمون إليه، فلما وصلوا، صاح جعفر بالباب: يستأذن عليك حزب الله، فقال النجاشى: نعم، فليدخلوا بأمان الله ودمته، فقال عمرو لصاحبه: ألا تسمع كيف يرطنون، والرطن: كلام لا يفهم، وساءهما ما أجابهما به النجاشي، ثم دخلوا، ولم يسجدوا، فقال عمرو: ألا ترى آنهم يستكبرون أن يسجدوا لك؟ فقال النجاشى: ما منعكم أن تسجدوا
مخ ۲۱۹