فصل (في الهجرة الأولى الى الحبشة)
وأخذ المشركون يعذبون من أسلم، ويفتنونهم عن دينهم، فلما كثر عليهم الإيذاء، استأذنوا النبى أن يهاجروا إلى أرض الحبشة عند النجاشي، فأذن لهم، فهاجروا إليها، وكانوا نيفا وثلاثين رجلا، وثمانى نسوة، سوى الصبيان الذين خرجوا بهم.
ويروى عن أم سلمة() أنها قالت: لما قدمنا الحبشة(، أصبنا خير دار، وجاورنا رجلا حسن الجوار، (62) تعنى النجاشى. فبعثت قريش عبد الله بن بى ربيعة(2)، وعمرو بن العاص، إلى النجاشي، يطلبون منه ردنا إليهم، وأهدوا إليه من طرف بلادهم، وأهدوا للبطارقة أيضا، ونزلوا عندهم.
ثم دخلوا عند النجاشى، فسجدا له، وسلما عليه، وقالا: أيها الملك، إن قومنا لك ناصحون، ولسعيك شاكرون، ولإصلاحك محبون، وإنهم
مخ ۲۱۸