185

کشف غیاهب

كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام وبراءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن مفتريات هذا الملحد الكذاب

خپرندوی

أضواء السلف

د ایډیشن شمېره

الأولى

دينه بغير هدى من الله ولا برهان، وقال سعيد بن جبير: كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى ما هو أحسن منه ورماه وعبد الآخر، قال الحسن البصري: ذاك المنافق نصب هواه فما هوى من شيء ركبه، وقال قتادة: أي والله كلما هوي شيئًا وكلما اشتهى شيئًا أتاه لا يحجزهن عن ذلك ورع ولا تقوى رواهن ابن أبي حاتم وغيره، وقد قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكُرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾ الآية، وقال تعالى: ﴿فَأْتُوْا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ إلى قوله: ﴿بِغَيْرِ هُدَىً من الله﴾ وقال تعالى عن المشركين: ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ﴾، إلى قوله ﴿فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ﴾ فالذين يحجون إلى القبور من جنس الذين يحجون إلى الأوثان، والمشركون كان يدعون مع الله آلهًا آخر يدعونه كما يدعون الله وأهل التوحيد لا يدعون إلا الله لا يدعون مع الله إلهًا آخر لا دعاء سؤال وطلب ولا دعاء عبادة وتأله والمشركون يقصدون هذا وهذا وكذلك الحجاج إلى القبور يقصدون هذا وهذا ومنهم من يصور مثال الميت ويجعل ذلك دعاءه ومحبته والأنس به قائمًا مقام صاحب الصورة سواء كان نبيًا أو رجلًا صالحًا أو غير صالح، وقد يصور المثال له أيضًا كما يفعل النصارى، وكثيرًا ما يظنون في قبر أنه قبر نبي أو رجل صالح ولا يكون ذلك قبره بل قبر غيره أو لا يكون قبرًا وربما كان قبر كافر يحسنون الظن بمن يظنونه رجلًا صالحًا وليًا لله ويكون كافرًا أو فاجرًا كما يوجد عند المشركين وأهل الكتاب وبعض الضلال من أهل القبلة وهذا الجنس من الزيارة ليس مما شرعه الرسول لا إباحة ولا ندبًا ولا استحبه أحد عن أئمة الدين بل هم متفقون على النهي عن هذا الجنس كله؛ وقد لعن رسول الله

1 / 186