کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

محمد عبد النبي d. 1450 AH
86

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

قلت: «أهذا كل ما هنالك؟» «قالت إنك كنت طفلة من النوع المتحفظ المنزوي بعيدا عن الآخرين. ذلك كلامها هي، وليس أنا. ليس بداخلي أي شيء ضدك.» •••

في يوم الأحد البعيد ذلك، بعد تناولي عشاء الظهيرة في بيت ألفريدا، انطلقت سائرة على طريق عودتي إلى مبيت الطالبات. إذا قطعت الطريق سائرة ذهابا وإيابا، وفق حسابي، فسأكون قد قطعت مسافة عشرة أميال سيرا، وهو ما كان سيعوض تأثير الوجبة التي قد تناولتها. شعرت أني متخمة، ليس فقط بالطعام ولكن بكل شيء قد رأيته في الشقة أو أحسست به؛ الأثاث المحتشد، العتيق الطراز. نوبات صمت بيل الطويلة، ومحبة ألفريدا له، تلك المحبة المتعنتة مثل طين مترسب يثقل الخطوات، وبقدر ما استطعت أن أرى، فإن تلك المحبة اليائسة في الموضع غير الملائم؛ خوفا من أن تشيخ وحدها.

بعد أن سرت لبعض الوقت، لم أعد أشعر أن معدتي ثقيلة للغاية، وقطعت عهدا على نفسي ألا أتناول أي طعام على مدى الأربع والعشرين ساعة التالية. سرت باتجاه الشمال والغرب، الشمال والغرب، على طول شوارع المدينة الصغيرة المستطيلة في نظام. في وقت أصيل يوم الأحد، نادرا ما كانت تمر سيارات، باستثناء ما يمر على الطرق الرئيسية. أحيانا كان مساري يتوافق مع مسار حافلة لبضع مجموعات من المباني، وقد لا تقل الحافلة إلا شخصين أو ثلاثة. أشخاص لم أكن أعرفهم ولم يعرفوني، وتلك نعمة.

رقدت، لم يكن عندي مواعيد مع أي أصدقاء، كانوا جميعهم تقريبا قد رحلوا إلى بيوت عائلاتهم حيثما كانت، وخطيبي كان سيغيب حتى اليوم التالي؛ إذ كان في زيارة لوالديه، في كوبورج، بعيدا عن بيت العائلة في أوتاوا. لم يكن هناك أي شخص في مبيت الطالبات حين وصلت إلى هناك، أي شخص قد أضطر لتجشم مشقة التكلم معه أو الاستماع إليه، ولم يكن لدي ما أفعله.

خلال سيري لأكثر من ساعة، رأيت متجرا مفتوحا، دخلت إليه وأخذت قدح قهوة. كانت القهوة قد أعيد تسخينها، سوداء مريرة، بدا طعمها مثل مذاق الدواء، وهو ما كنت بحاجة إليه بالضبط. كنت قد شعرت بالارتياح من قبل ذلك، والآن بدأت أشعر بالسعادة. يا لها من سعادة أن أكون وحدي! أن أرى النور الحار في آخر النهار على الرصيف أمام المتجر، وفروع شجرة عارية من الأوراق تلقي بظلالها الشحيحة. أن أسمع من خلفية المتجر أصوات مباراة الكرة التي يستمع إليها على المذياع الرجل ذاته الذي قدم لي القهوة. لم أفكر آنذاك في القصة التي سوف أؤلفها حول ألفريدا - ليس في تلك القصة على الخصوص - ولكن في العمل الذي كنت أريد القيام به، الذي لم يبد مثل تأليف حكايات، بل أقرب إلى القبض على شيء غامض في الهواء. تناهت إلى سمعي صيحات جماهير المباراة وكأنها خفقات قلب كبيرة، مفعمة بالأحزان والأسى. موجات محببة ذات رنين رسمي، بهتافاتها المستحسنة أو الخائبة الرجاء، الآتية من بعيد، تكاد تكون غير بشرية.

هذا ما أردته، هذا ما فكرت أن علي الانتباه له، هذا ما أردت لحياتي أن تكونه.

راحة

كانت نينا تلعب التنس في وقت متأخر من الأصيل، في ملعب المدرسة الثانوية. بعد أن ترك لويس وظيفته في المدرسة كانت قد قاطعت الملعب لفترة، لكن ذلك كان منذ ما يقرب من عام، وقد استطاعت صديقتها مارجريت إقناعها باللعب هناك من جديد، ومارجريت معلمة أخرى متقاعدة، كان رحيلها عاديا واحتفاليا، على عكس رحيل لويس. «من الأفضل لك أن تقضي بعض الوقت بالخارج ما دمت تستطيعين ذلك.»

كانت مارجريت قد رحلت سابقا حين بدأت أزمة لويس، وقد كتبت رسالة من اسكتلندا مساندة له. لكنها كانت شخصا يسع تعاطفه للكثير، تتمتع بتفهم كبير وصداقات بعيدة المنال، بحيث إن رسالتها لم تعن الكثير، ليس أكثر من علامة على طيبة قلب مارجريت.

قالت: «كيف حال لويس؟» حين كانت نينا تقلها إلى البيت في ذلك الأصيل.

ناپیژندل شوی مخ