کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
ژانرونه
كانت إديث وسابيتا تستخدمان مفردات مثل «براز» و«لبؤة»، و«بحق يسوع المسيح» حين تكونان معا وحدهما.
عزيزتي جوهانا
كم سررت بتلقي الرسالة التي وضعتها داخل خطاب سابيتا وأن أطلع على حياتك. لا بد أنها كانت حياة من الحزن والوحدة، على الرغم من أن السيدة ويليتس تبدو لي سعيدة الحظ لأنها عثرت عليك. لقد بقيت تكدحين دون شكوى، ولا بد لي أن أقول إنني معجب بك إعجابا كبيرا. أما حياتي أنا فقد شابها التنقل والتغير ولم يحدث لي قط أن نعمت بالاستقرار. لا أدري لماذا يعتريني ذلك الشعور الداخلي بالقلق والوحدة، يبدو أن هذا هو قدري وحسب. دائما ما ألتقي بالناس وأتحادث مع الناس، ولكني أحيانا أسأل نفسي: من هو صديقي؟ ثم أتت رسالتك وكتبت في نهايتها: صديقتك، ففكرت: أهي تعني ذلك حقا وصدقا؟ كم ستكون هدية عيد ميلاد رائعة لي إن أخبرتني جوهانا بأنها صديقتي! لعلك كنت فكرت أنها مجرد طريقة لطيفة لإنهاء رسالة وأنك لا تعرفينني معرفة وثيقة بما فيه الكفاية. عيد ميلاد مبارك عليك على كل حال.
صديقك، كين بودرو
عادت الرسالة إلى البيت حيث جوهانا. وانتهى الأمر بكتابة رسالة سابيتا أيضا من جديد على الآلة الكاتبة لأنه ما من سبب يدعو لكتابة إحداهما على الآلة الكاتبة دون الأخرى؟ اقتصدتا في البخار هذه المرة وفتحتا المظروف في حرص شديد بحيث لا تكون بهما حاجة للشريط اللاصق الفاضح.
قالت سابيتا، معتقدة أنها تستعرض ذكاءها: «لماذا لا نحضر مظروفا جديدا ونكتب عليه بالآلة أيضا؟ ألن يفعل ذلك هو نفسه إذا كان يكتب الرسائل على الآلة؟» «لأن المظروف الجديد لن يكون عليه ختم البريد يا أم العريف!» «ماذا لو أنها ردت عليه؟» «سنقرأ ردها.» «صحيح، ولكن ماذا لو أنها ردت عليه وأرسلت الرسالة مباشرة إليه.»
لم تحب إديث أن تبدو وكأنها لم تفكر في ذلك الاحتمال. «لن تفعل ذلك، إنها ماكرة ومتكتمة. على كل، عليك أن تكتبي له الرد بلا تأخير لتوحي إليها بفكرة أن تدس ردها في خطابك.» «كم أكره كتابة الرسائل الغبية!» «هيا، لن يقتلك هذا. ألا تريدين أن تري ماذا ستقول له؟»
صديقي العزيز
لقد سألتني إن كنت أعرفك معرفة وثيقة بما يكفي لأن أعتبرك صديقا، وإجابتي هي: نعم، أعتقد أنني أعرفك جيدا. لم أحظ خلال حياتي كلها إلا بصديقة واحدة؛ السيدة ويليتس التي أحببتها وكانت طيبة للغاية معي، غير أنها توفيت. كانت سنها أكبر من سني كثيرا، والمشكلة مع الأصدقاء الأكبر سنا هي أنهم يموتون ويتركونك. كان الكبر قد بلغ بها عتيا حد أنها كانت تناديني أحيانا باسم شخص آخر. ولم أكن أكترث مع ذلك.
سأخبرك بأمر غريب. تلك الصورة التي أمرت المصور الفوتوغرافي بالتقاطها في المعرض، لك أنت وسابيتا وصديقتها إديث وأنا معكم، لقد كبرتها ووضعتها في إطار وعلقتها في غرفة المعيشة. إنها ليست صورة رائعة ولا شك لأن المصور أخذ منك أكثر مما كانت تستحق، ولكنها خير من لا شيء. ثم حدث أول أمس بينما كنت أمسح الغبار من حولها أنني تخيلت أني أسمعك تقول مرحبا لي. لقد قلت: مرحبا، وتطلعت أنا إلى وجهك على نحو يمكنك أن تراه أنت أيضا في الصورة وقلت لنفسي: حسن، لا بد أنني أفقد عقلي، أو لعلها علامة على رسالة آتية. ما أنا إلا حمقاء؛ فأنا لا أومن جدية بأي من ذلك. ولكن أمس وصل خطابك. وهكذا ترى أنك لا تطلب ما هو أكثر من اللازم مني لأكون صديقتك. إنني أعرف على الدوام كيف أشغل وقتي، ولكن صديقا حقيقيا لهو شيء آخر تماما.
ناپیژندل شوی مخ