کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
ژانرونه
قال هيرمان: «نعم أتذكر، كان حذاء لطيفا.» «بل حذاء رائع. أتعرف أنني اشتريته في أثناء رحلة زواجي؟ اشتريته من إنجلترا. لا أذكر من أين بالضبط الآن، ولكن ليس من لندن.» «أذكر أنك أخبرتني بذلك.» «لقد أتقنت العمل عليه. ما زال الحذاء في حالة جيدة. أحسنت صنعا هيرمان! أنت تحسن عملك هنا. تؤدي العمل في أمانة.» «هذا خير.» قالها هيرمان وهو يلقي نظرة سريعة على الحذاء الطويل الرقبة المرفوع على يده. عرف السيد ماكولي أن الرجل كان يريد العودة إلى عمله، ولكنه لم يكن بوسعه أن يدعه. «تلقيت للتو صدمة كاشفة.» «حقا؟»
أخرج العجوز الرسالة وبدأ يقرأ منها أجزاء بصوت عال، مع وقفات تعجب يضحك خلالها ضحكا كئيبا. «التهاب شعبي! يقول إنه مريض بالتهاب شعبي حاد. لا يعرف إلى أين يتوجه. لا أعرف إلى من أتوجه. الحقيقة أنه دائما يعرف إلى أين يتوجه. فعندما يجرب كل السبل يتوجه إلي أنا. بضع مئات فقط حتى أقف على قدمي من جديد. يتوسل ويتضرع إلي بينما يتآمر طول الوقت مع مدبرة منزلي. هل عرفت بذلك الأمر؟ لقد سرقت شحنة بحالها من الأثاث وفرت بها غربا. كانا متعاونين معا مثل يد في قفازها. هذا رجل هرعت لنجدته المرة تلو الأخرى، ولم يسدد بنسا مما عليه. لا، لا، علي أن أكون نزيها وأقول خمسين دولارا. سدد خمسين فقط من مئات ومئات الدولارات ... آلاف. تعرف أنه كان في القوات الجوية في أثناء الحرب. يتبخترون هنا وهناك معتقدين أنهم كانوا أبطال حرب! صحيح، أظن أنه لا ينبغي أن أقول ذلك، ولكني أعتقد أن الحرب قد أفسدت بعضا من أولئك، لم يعد بوسعهم التكيف مع الحياة بعدها قط. ولكن هذا ليس بالعذر الكافي لهم. صحيح؟ لا يمكنني التماس العذر له إلى الأبد بسبب الحرب.» «كلا، لا يمكنك.» «كنت أعلم أنه ليس محل ثقة من أول لقاء جمعني به. هذا هو الأمر العجيب! كنت أعلم ذلك وتركته يخدعني دونما اكتراث. ثمة أشخاص تلك طبيعتهم؛ تأخذك الشفقة بهم لمجرد كونهم لصوصا ومحتالين. لقد حصلت له على وظيفته في شركة التأمين هناك، كان لدي بعض الصلات. ثم أفسد الأمر طبعا. بيضة فاسدة! البعض تلك طبيعتهم.» «أنت محق في هذا.»
لم تكن زوجته السيدة شولتز في المحل ذلك اليوم. عادة ما تكون هي الواقفة أمام النضد، تتسلم الأحذية وتعرضها على زوجها وتعود لتبلغ الزبائن بما قاله، وتكتب قصاصات الورق، وتأخذ النقود عند تسليم الأحذية التي تم إصلاحها. تذكر السيد ماكولي أنها قد أجرت عملية جراحية ما خلال فصل الصيف. «زوجتك ليست هنا اليوم، أهي بخير؟» «رأت أن من الأفضل لها أن تستريح اليوم. معي ابنتي هنا.»
أومأ هيرمان شولتز نحو الأرفف إلى يمين النضد، حيث تعرض الأحذية التي انتهى العمل فيها. أدار السيد ماكولي رأسه ورأى إديث، الابنة، ولم يكن قد لاحظ وجودها لدى دخوله. فتاة نحيفة نحافة الأطفال، بشعر أسود ينسدل مستقيما، وكانت توليه ظهرها، تعيد ترتيب الأحذية. بتلك الطريقة ذاتها كان يبدو أنها تختفي عن النظر ثم تظهر فجأة كلما أتت إلى منزله باعتبارها صديقة سابيتا. لا يمكنك بالمرة أن ترى وجهها رؤية واضحة وتامة.
قال السيد ماكولي: «هل ستساعدين أباك هنا منذ الآن؟ هل أتممت المدرسة؟» «اليوم هو السبت!» هكذا قالت إديث بنصف التفاتة، وابتسامة لا تكاد تبين. «صحيح إنه السبت. حسن، إنه لأمر طيب أن تساعدي أباك على كل حال. لا بد أن تعتني بوالديك. لقد كدحا كثيرا وهما شخصان طيبان.» قال هذا بنبرة اعتذار طفيف، كما لو كان يعلم أنه بدأ يتكلم مثل الوعاظ. «أكرم أباك وأمك، فقد تطول أيامك في ...»
قالت إديث شيئا ما بصوت مهموس لم يسمعه. قالت: «في ورشة تصليح الأحذية.»
فقال السيد ماكولي: «أنا أضيع وقتكما، أفرض نفسي عليكما، لديكما عمل لتعتنيا به.»
قال والد إديث حين انصرف العجوز: «نحن في غنى عن تهكماتك!» •••
أمام وجبة العشاء أخبر أم إديث بكل ما جرى مع السيد ماكولي.
قال: «صار شخصا آخر، أصابه شيء ما.»
ناپیژندل شوی مخ