170

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

صاحت: «أريد مقاضاته، أريد أن أودعها مؤسسة إصلاحية. أريد الشرطة.»

فقال أبي: «إن سنها ثمانية عشر عاما، وبوسعها أن تتزوج إذا شاءت أن تفعل. لن تضع الشرطة حواجز على الطريق لتقبض عليهما.» «ومن قال إنهما على الطريق؟ لا بد أنهما مقيمان في أحد تلك الفنادق الصغيرة. تلك البنت الحمقاء وذلك الفورجيلا ذو عين البق والمؤخرة العجفاء.» «الكلام بهذه الطريقة لن يعيدها.» «لا أريدها أن تعود، حتى ولو عادت زاحفة. لقد وجدت لنفسها سريرا ويمكنها أن ترقد عليه مع ذلك اللوطي ذي عين البق. ويمكنه أن ينكحها في أذنها ولن أهتم.»

قال أبي: «يكفي ذلك.» •••

أحضرت لي كويني قرصي أسبرين لأتناولهما مع الكوكاكولا. «إنه لأمر مذهل أن تصفو تقلصات الطمث بمجرد الزواج. إذن، فقد أخبرك والدك بأمرنا.»

عندما أطلعت أبي على رغبتي في أن أعمل بوظيفة خلال فصل الصيف قبل أن ألتحق بكلية المعلمات في الخريف، قال إنه ربما علي أن أذهب إلى تورونتو وأزور كويني. قال إنها راسلته عن طريق شركة الشحن الخاصة به، تسأله إن كان بوسعه إقراضهما بعض المال ليدبرا به أمورهما خلال فصل الشتاء.

قالت كويني: «ما كنت لأكتب إليه أبدا، لولا مرض ستان العام الماضي بالالتهاب الرئوي.»

قلت: «كانت هذه أول مرة أعرف فيها مكانك.» وسالت الدموع من عيني، لم أدر لهذا سببا؛ إذ إنني شعرت بسعادة هائلة حين عرفت ذلك، ودون أن أدري شعرت بوحدة هائلة؛ لأنني تمنيت الآن لو أنها تقول: «بالطبع كنت أنوي دائما أن أتواصل معك أنت.» ولم تقل ذلك.

قلت: «بيت لا تعرف، تظن أنني بمفردي هنا.» «أرجو ذلك.» هكذا قالت كويني في هدوء، «أقصد أنني أرجو ألا تعرف.»

كان عندي الكثير لأخبرها به، بشأن أحوال البيت والأهل. أخبرتها بأن شركة الشحن قد ازداد عدد مركباتها من ثلاث إلى دستة، وأن بيت قد اشترت معطفا من فراء فأر المسك، وأنها توسعت في عملها التجاري، وصارت الآن تدير مركزا للتجميل في منزلنا. ولهذا الغرض جهزت الغرفة التي اعتاد أبي أن يبيت فيها، ونقل هو سريره المعدني الصغير وأعداد مجلة ناشونال جيوجرافيك إلى غرفة مكتبه، وهو مجرد مقطورة من مقطورات القوات الجوية جرها إلى باحة الشحن. وبينما كنت أجلس إلى مائدة المطبخ أستذكر دروسي استعدادا لامتحان الالتحاق بالكلية، رحت أنصت إلى بيت وهي تقول: «لا يجب أن تقتربي من بشرة رقيقة كهذه بلوفة الاستحمام!» هذا قبل أن تغرق امرأة ساذجة بالمستحضرات والكريمات. وأحيانا أخرى تقول بنبرة أهدأ، ولكنها ما زالت مشحونة بالأمل: «أقول لك إنني كان عندي شيطانة، كان عندي شيطانة تعيش في الغرفة المجاورة لي مباشرة ولم أرتب في شيء بالمرة؛ لأن الواحدة تحسن الظن بالناس، ألا نفعل؟ دائما ما أحسن الظن بالناس، وأظل هكذا إلى أن يركلوني في أسناني.»

فتقول الزبونة: «ذلك صحيح، وأنا مثلك تماما.» أو: «تظنين أنك جربت الأسى، لكنك لم تعرفي ولو نصفه في الحقيقة.»

ناپیژندل شوی مخ