164

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

كان شعرها مصبوغا بلون أسود ومنتفشا للأعلى حول وجهها على الطراز الرائج في تلك الأيام أيا كان. وقد ضاع إلى الأبد لونه الجميل الشبيه بشراب الذرة المحلى - ذهبي من الأعلى وأسود من الأسفل - كما ضاع أيضا طوله الحريري المنسدل. كانت ترتدي ثوبا من قماش مطبوع أصفر اللون التصق بجسدها وانتهى فوق ركبتيها ببضع بوصات. خطوط الكحل المرسومة على طريقة الملكة كليوباترا حول عينيها، وكذلك الظل الأرجواني فوقهما ، جعلا عينيها تبدو أصغر حجما، وليس أكبر، كما لو كانتا تستخفيان عن عمد. كانت قد ثقبت أذنيها الآن، وتتدلى منهما حلقتان ذهبيتان.

رأيتها تنظر إلي بشيء من الدهشة كذلك. حاولت أن أكون جريئة ومنطلقة؛ قلت: «أهذا ثوب أم هدب حول مؤخرتك؟» ضحكت، فقلت: «كانت الحرارة في القطار لا تطاق. أنا أتعرق مثل خنزير.»

كان بوسعي أن أسمع كيف صار صوتي شبيها بصوت زوجة أبي، بيت، بغنته وحماسته الدافئة.

أتعرق مثل خنزير.

الآن ونحن في الترام المتجه إلى حيث تعيش كويني لم أستطع التوقف عن الظهور بمظهر الحمقاء. قلت: «أما زلنا في وسط المدينة؟» سرعان ما خلفنا المباني العالية وراءنا، ولكني لم أظن أنه بالإمكان اعتبار هذه المنطقة حيا سكنيا. استمر النوع ذاته من المتاجر والمباني في الظهور مرارا وتكرارا؛ تنظيف جاف، محل زهور، بقالة، مطعم. كانت صناديق الفاكهة والخضراوات موضوعة بالخارج على الرصيف، وفي نوافذ الطوابق الثانية من المباني يمكن رؤية لافتات تشير إلى أطباء أسنان وخياطين وموردي لوازم الصرف الصحي. قلما يرتفع مبنى عن طابقين، قلما ترى شجرة.

قالت كويني: «ليس وسط المدينة الحقيقي، أتذكرين حين أريتك متجر سمبسون؟ من الموضع الذي ركبنا فيه الترام؟ ذلك هو الحقيقي.»

قلت: «إذن فهل وصلنا تقريبا؟»

قالت: «ما زالت أمامنا سكة معقولة.»

ثم قالت: «أقصد «مسافة معقولة»، ستان لا يحب أن يسمعني أقول كلمة «سكة» كذلك.»

لعله تكرار الأشياء، ولعلها الحرارة، لكن ثمة ما جعلني أشعر بالتوتر وشيء من الغثيان. كنا نمسك بحقيبة سفري على ركبنا، وعلى بعد بوصات قليلة أمام أصابعي رقبة ممتلئة ورأس أصلع لرجل ما، وقد التصق قليل من خصلات الشعر السوداء المتعرقة الطويلة بفروة رأسه. لسبب ما وجدتني أفكر في طقم أسنان السيد فورجيلا الذي كان موضوعا في خزانة الأدوية، حين أرته لي كويني عندما كانت تعمل في خدمته في المنزل المجاور لنا. كان هذا قبل وقت طويل من إمكانية التفكير في السيد فورجيلا باعتباره ستان فحسب.

ناپیژندل شوی مخ