157

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

عند هذه اللحظة مد يده في المساحة ما بين المقعدين وتناول يد ميريل، وأمسك بها للحظة في قبضته القوية، ثم أفلتها. وقال للخالة ميريل: «كيف يمكنك أن تعرفي هذا؟ من صوت أنفاسي؟» «أنا أعرف الكيفية.» هكذا قالت بشيء من نفاد الصبر، «كنت أنا نفسي ذات يوم شيطانة ساحرة.»

كان في صوتها تهدج ما أو ضحك مكتوم، وهو شيء لم يشبه أي صوت تحدثت به فيما سبق حسبما تتذكر ميريل. شعرت ببعض الخيانة داخل هذه السيدة العجوز التي صارت فجأة غريبة؛ خيانة للماضي، وربما لأم ميريل وللصداقة التي عقدتها مع شخص أرقى واعتزت بها ككنز؛ أو لعلها خيانة لوجبات الغداء تلك مع ميريل نفسها، وما فيها من أحاديث تسمو نحو الأعالي. كان ثمة انحطاط وهبوط من ذلك السمو على وشك أن يقع. وقد شعرت ميريل بالضيق من هذا، وبإثارة بعيدة للغاية.

قالت الخالة موريل: «آه، وكان لي أصدقاء.» فقالت ميريل: «بل كان لك الكثير من الأصدقاء.» ثم ذكرت اسما أو اثنين.

قالت الخالة موريل: «قد مات هذا.»

قالت ميريل لا، كانت قد قرأت عنه شيئا في الصحيفة من وقت قريب للغاية، معرضا لأعماله الفنية السابقة أو جائزة ما. «حقا؟ ظننته قد مات. ربما أفكر في شخص آخر، هل كنت تعرف آل ديلاني؟»

خاطبت الرجل مباشرة، وليس ميريل.

قال: «كلا، لا أظن.» «كانوا عائلة لديها مكان اعتدنا جميعنا الذهاب إليه، على جزيرة بوين. عائلة ديلاني. ظننت أنك ربما تكون قد سمعت بهم. حسنا، جرت تحت الجسر مياه كثيرة، هذا ما كنت أقصده حين قلت إنني كنت ذات يوم ساحرة فاتنة. مغامرات، نعم. بدت وكأنها مغامرات، لكنها كانت كلها وفقا للنص المعهود، إن كنت تفهم مقصدي. لذا فلم يكن فيها قدر كبير من المجازفة، في الواقع. كنا كلنا نشرب حتى الثمالة، نتشبع بالخمر كقطع الإسفنج، بطبيعة الحال. ولكنهم دائما كانوا يشعلون الشموع في حلقة ويديرون مشغل الموسيقى، بطبيعة الحال، أقرب إلى طقس شعائري. ولكن ليس إلى نهاية الشوط؛ فلم يكن معنى هذا أنك قد تلتقي بشخص جديد هناك وترمى بالنص المعهود عرض الحائط. كل ما هنالك أنكما تلتقيان للمرة الأولى فتتبادلان القبلات مثل مجنونين، وتنطلقان ركضا في داخل الغابة، وسط الظلام. ولكنك لا تمضي حتى نهاية الشوط. لا عليك ، انس الأمر.»

شرعت تسعل، وحاولت أن تتحدث على الرغم من ذلك، لكنها أقلعت عن المحاولة وغلبها سعال جاف عنيف. نهض الطبيب وضرب برفق وخبرة بضع مرات على ظهرها المحني. انتهى السعال بصوت أنين.

قالت: «الآن أفضل. آه، أنت تعلم ما تقوم به، ولكنك تظاهرت بعكس ذلك. ذات مرة وضعوا عصابة على عيني. ليس هناك في الغابة، ولكن كان هذا بالداخل. لم أجد بأسا في الأمر، تركتهم يفعلون. ولم يجد هذا نفعا مع ذلك، أقصد، أنا كنت أعلم. على أي حال لم يكن هناك في الغالب أي شخص لم أكن قد تعرفت عليه.»

سعلت من جديد، ولكن ليس على نحو بائس للغاية كالمرة السابقة. ثم رفعت رأسها، وتنفست بعمق وبصوت مسموع لبضع دقائق، وهي ترفع يديها أمامها لترجئ الحديث، كما لو أن لديها شيئا مهما لتقوله. ولكن في نهاية الأمر كان كل ما فعلته أن ضحكت وقالت: «الآن صارت على عيني عصابة ثابتة. المياه البيضاء. ولكن هذا لا يفيدني في شيء الآن، لا أعرف أي حالة إغواء قد تنتفع بالمياه البيضاء على العينين.» «منذ متى بدأت تتكون تلك المياه على العينين؟» قال الطبيب باهتمام معتبر، وما أراح نفس ميريل أنهما قد شرعا في حديث مستغرق، نقاش محتشد بالمعلومات حول درجة نضج المياه البيضاء، وإزالتها، ومزايا ومضار هذه العملية، وعدم ثقة الخالة موريل في طبيب العيون الذي نفي إلى هنا - كما قالت - لرعاية الموجودين بالدار. خيالات شهوانية - كان ذلك ما رأته ميريل - انزلقت من دون أهون صعوبة إلى ثرثرة طبية، تشاؤم في حدود العقل من جانب الخالة موريل، وطمأنة في حدود الحذر من جانب الطبيب. إنه نوع الحديث الذي لا بد أنه يدور بانتظام بداخل تلك الجدران.

ناپیژندل شوی مخ