156

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

كانت تنضح برائحة بدرة المستشفى وحلوى العرقسوس التي كانت تمتصها طوال اليوم ما بين السجائر الموزعة باقتصاد.

قالت: «نحتاج لبعض المقاعد.» ثم انحنت إلى الأمام، ولوحت بيدها التي تحمل السيجارة في الهواء، وحاولت أن تصفر. «الخدمة، من فضلكم. مقاعد.»

قال الطبيب: «سأجد بعضها.»

الآن تركت موريل العجوز والأخرى الشابة وحدهما. «ما اسم زوجك؟» «بيير.» «وعندكما طفلان، صحيح؟ جين وديفيد؟» «صحيح، ولكن الرجل الذي أتى معي ...» «آه، لا.» قالت موريل العجوز، «ذلك ليس زوجك.»

كانت الخالة موريل تنتمي إلى جيل جدة ميريل، وليس جيل أمها. كانت معلمة الفنون الجميلة لأم ميريل في المدرسة. في البداية كانت نموذجا ملهما لها، ثم حليفتها، ثم صديقتها. رسمت صورا تجريدية كبيرة الحجم، وكانت إحداها - هدية لأم ميريل - معلقة في الرواق الخلفي من المنزل الذي نشأت فيه ميريل، وكان يتم نقل تلك اللوحة إلى غرفة الطعام كلما أتت الفنانة لزيارتهم. كانت ألوانها كامدة - درجات غامقة من الأحمر والبني (كان والد ميريل يسميها «كومة سماد فوق النار») - غير أن الخالة موريل دائما ما بدت مشرقة ومنطلقة الروح، لا تهاب شيئا. كانت تعيش في فانكوفر حين كانت شابة، قبل أن تأتي للتدريس في هذه المدينة الداخلية. صادقت فنانين صارت أسماؤهم تذكر الآن في الصحف اليومية. كانت تشتاق للرجوع إلى هناك وهكذا فعلت في نهاية المطاف، وعاشت برفقة زوجين عجوزين ثريين، ترعى شئونهما، وقد كانا صديقين لها ومن رعاة الفنانين. بدت وكأنها تملك الكثير من المال حين كانا على قيد الحياة، ولكنها تركت في العراء دون شيء حين توفيا. عاشت على معاشها ورسمت بعض الصور بألوان الماء لأنها لم تتمكن من توفير المال لألوان الزيت، وجوعت نفسها (هكذا شكت والدة ميريل) من أجل أن تتمكن من اصطحاب ميريل إلى الغداء في مطعم، وكانت ميريل آنذاك طالبة جامعية. في تلك المناسبات كانت تتحدث على عجل، مطلقة النكات والانتقادات، مشيرة في الغالب إلى كم أن تلك الأعمال والأفكار التي يتحمس لها الناس في جنون ليست سوى قمامة، وأيضا كيف كان يوجد هنا وهناك شيء استثنائي، في إنتاج شخصية غامضة من المعاصرين أو شبه المنسيين ممن عاشوا في قرن آخر. كانت تلك هي كلمتها الشجاعة للإعراب عن المديح؛ «استثنائي.» تقولها بصوت هامس كالفحيح، كما لو كان مما يدهشها هي نفسها أن تعثر بين الحين والآخر على شيء رفيع القدر في هذا العالم لا يزال جديرا بالمديح دون ريب.

عاد الطبيب بالمقعدين وقدم نفسه، بطريقة طبيعية تماما، كما لو أنه لم تتح له الفرصة لذلك حتى الآن. «إيريك آشر.»

قالت ميريل: «إنه طبيب.» وكانت على وشك أن تشرح الأمر بشأن حضور الجنازة، والحادثة، والمجيء بالطائرة من سميثرز، ولكن المحادثة أفلتت من بين أصابعها.

قال الطبيب: «لكني لست هنا بصفتي المهنية، فلا تقلقي.»

قالت الخالة موريل: «آه، لا، أنت هنا بصحبتها.»

قال: «نعم.»

ناپیژندل شوی مخ