کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
ژانرونه
قالت: «لا تهتم بإيقاف السيارة أمام المبنى. يمكنني أن أنزل هنا.» كانت في غاية الحرج، وفي غاية اللهفة لأن تهرب منه ومن لا مبالاته التي لا تكاد تخرج عن أصول اللياقة، فوضعت يدها على مقبض الباب كما لو كانت ستفتحه وهما ما زالا يسيران على امتداد الشارع. «كنت أخطط لأن أصف السيارة جانبا.» هكذا قال، وهو ينعطف على كل حال. «لم أكن لأتركك جانحة هنا.»
قالت: «ولكن قد أمضي بعض الوقت.» «لا بأس، أستطيع أن أنتظر. أو بوسعي أن أدخل وألقي نظرة على المكان، إن لم تمانعي في ذلك.»
أوشكت أن تقول إن دور المسنين قد تكون أمكنة كئيبة ومحبطة، ثم تذكرت أنه طبيب وأنه لن يرى أي شيء هنا لم يسبق له أن رآه. وكان هناك شيء أدهشها في طريقة قوله: «إن لم تمانعي في ذلك.» شيء رسمي، ولكنه أيضا يشي بتردد وحيرة. بدا وكأنه يقدم لها وقته وحضوره، شيء لا علاقة له بالكياسة واللياقة ، بل له علاقة بها هي نفسها. كان عرضا مقدما بلمسة من تواضع صريح، لكنه لم يكن توسلا. لو كانت قالت له إنها لا تود حقا أن تأخذ المزيد من وقته، لما كان مضى في محاولة إقناعها، ولكان ودعها في لطف متوازن وقاد سيارته راحلا.
على أي حال، خرجا من السيارة وسارا جنبا إلى جنب عبر مساحة صف السيارات، متجهين إلى المدخل الأمامي.
كان هناك العديد من كبار السن والمقعدين جالسين في مربع من أرضية مبلطة، كان فيه بضع شجيرات تبدو كثيفة الأوراق وحولها أصص لأزهار البتونيا، لتعطي إيحاء بساحة حديقة. لم تكن الخالة موريل بينهم، غير أن ميريل وجدت نفسها تمنحهم التحيات السعيدة عن طيب خاطر. حدث لها شيء ما؛ ساورها فجأة إحساس غامض بالسلطة والحبور، كما لو أنها مع كل خطوة تخطوها ترسل رسالة ساطعة من أخمص قدمها حتى قمة رأسها.
حين سألته فيما بعد: «لماذا دخلت معي إلى هناك؟» قال: «لم أرد أن تغيبي عن ناظري.»
كانت الخالة موريل تجلس بمفردها، في مقعد متحرك، في الممر المعتم خارج غرفة نومها مباشرة. كانت منتفخة وتلمع بالوميض، ولكن ذلك كان يرجع لأنها ملتفة في مريلة مصنوعة من مادة الاسبستوس (الحرير الصخري) اللامعة حتى يتسنى لها أن تدخن سيجارة. اعتقدت ميريل أنها حين ودعتها، قبل شهور أو فصول، كانت تجلس في المقعد ذاته وفي الموضع ذاته، على الرغم من أنهم لم تكن ترتدي مريلة الاسبستوس هذه، التي لا بد أنها تتفق مع قاعدة جديدة من قواعد الدار، أو تعكس مزيدا من التدهور في حالتها. من المحتمل للغاية أنها كانت تجلس هنا كل يوم إلى جانب مطفأة السجائر المثبتة في الأرض والممتلئة بالرمل، تنظر إلى الجدار المطلي بلون الكبد البني القاني - كان مطليا بلون قرنفلي أو ربما بنفسجي فاتح، ولكنه بدا بنيا كالكبد، وكان الممر معتما للغاية - بجوار رف صغير يدعم أشكالا من عاج مزيف.
قالت: «ميريل؟ عرفت أنها أنت. عرفت من خطواتك، وعرفت من صوت أنفاسك. لا بد أن حالة المياه البيضاء على عيني ساءت كالجحيم؛ فكل ما يمكنني أن أراه هو بقع غائمة.» «إنها أنا، لا بأس عليك، كيف حالك؟» قبلت ميريل وجنتها. «لماذا لا تخرجين في نور الشمس؟»
قالت المرأة العجوز: «أنا لست مولعة بنور الشمس. علي أن أنتبه لبشرتي.»
لعلها كانت تمزح، ولكن ربما كانت الحقيقة فعلا. كان كل من وجهها الشاحب ويديها كذلك مغطى بنقاط كبيرة، نقاط بيضاء ميتة انعكس عليها الضوء الشحيح المتاح في الممر، فاستحال لونها فضيا. كانت شقراء حقيقية، ذات وجه وردي، وشعر منسدل بانتظام حسن القص، وقد دب فيه الشيب في الثلاثينيات من عمرها. صار هذا الشعر الآن رثا مشعثا، وقد انتفش من فركه في الوسادة، وتبرز من بين خصلاته شحمتا أذنيها مثل حلمتي ثدي مسطحتين. كانت معتادة على وضع ماسات صغيرة في أذنيها، أين ذهبت تلك الأقراط الماسية؟ الماسات في أذنيها، وسلاسل من ذهب حقيقي، ولآلئ حقيقية، وبلوزات حريرية غير مألوفة الألوان - كهرمانية، وباذنجانية - وأحذية جميلة ضيقة.
ناپیژندل شوی مخ