154

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

نظر الطبيب مباشرة نحو ميريل. لم تكن هذه نظرة نفور، لم تكن نظرة وقحة أو ماكرة، كما لم تكن نظرة تقدير؛ ولكنها كذلك لم تكن نظرة مجاملة اجتماعية بريئة.

قال: «بكل تأكيد.»

وهكذا تم الاتفاق على أن يجري الأمر على هذا النحو؛ سوف يشرعون في توديع الحاضرين الآن، وسوف يغادر بيير ليستقل العبارة، بينما آشر - أو الدكتور آشر كما اتضح أن هذا اسمه - سوف يقل ميريل إلى لين فالي.

كان ما خططت ميريل أن تفعله، بعد ذلك، هو زيارة الخالة موريل، بل ربما تبقى حتى تتناول العشاء بصحبتها، ثم تأخذ الحافلة من لين فالي إلى محطة حافلات وسط المدينة (وتنطلق الحافلات إلى «البلدة» منها بوتيرة منتظمة نسبيا)، ومن المحطة تستقل حافلة الليل التي ستأخذها إلى العبارة، ومنها للبيت. •••

كانت دار رعاية المسنين تسمى ضيعة الأمير؛ مبنى من طابق واحد، ولكنه ذو أجنحة ممتدة أفقيا، ومغطى بجص لونه بني فاتح. كان الشارع مزدحما، ولم تكن هناك أي أراض خالية، ولا أسيجة نباتية أو سور من قضبان الخشب الرفيعة من أجل حجب الضجيج أو حماية الرقع الصغيرة من الخضرة. على أحد الجانبين كانت هناك كنيسة إنجيلية صغيرة ذات برج، وعلى الآخر محطة وقود.

قالت ميريل: «إن كلمة «ضيعة» لم تعد تعني أي شيء بالمرة، صحيح؟ إنها لا تعني حتى أنه يوجد طابق علوي. كل ما تعنيه أنه يفترض بك أن تفكر في أي مكان باعتباره لا يتظاهر بكونه شيئا آخر.»

لم يقل الطبيب شيئا، ربما لأن ما قالته لم يبد له أي معنى بالنسبة إليه، أو لم يكن يستحق فحسب أن يقول إن كان حتى صحيحا أم لا. طوال الطريق من دانداريف ظلت تنصت إلى نفسها وهي تتحدث وأصابها ذلك بالذعر. لم يكن الأمر أنها تثرثر - فتقول أي شيء فحسب يخطر على بالها كيفما اتفق - بل كانت تحاول أن تعبر عن أمور بدت لها جديرة بالاهتمام، أو لعلها تكون جديرة بالاهتمام إذا أحسنت هي صياغتها. غير أن تلك الأفكار على الأرجح بدت متكلفة، هذا إن لم تكن مخبولة، منطلقة بسرعة على نحو ما كانت تنطق بها. لا بد أنها بدت مثل واحدة من تلك النساء العاقدات العزم على عدم إجراء محادثة عادية بسيطة ولكن محادثة حقيقية. وعلى الرغم من علمها أنه ما من شيء كان مجديا، وأن حديثها يبدو بالتأكيد عبئا ثقيلا عليه، لم تستطع أن تكبح جماح نفسها وتتوقف.

لم تدر ما الذي بدأ هذا. كانت مضطربة؛ فقط لأنها نادرا ما كانت تتحدث إلى شخص غريب في تلك الأيام. كانت تشعر بغرابة بسبب الركوب بمفردها في سيارة مع رجل ليس بزوجها.

حتى إنها سألته، في اندفاع، عن رأيه في فكرة بيير أن حادثة الدراجة النارية لم تكن إلا انتحارا.

فقال لها: «قد تطفو مثل تلك الفكرة في الذهن مع أي عدد من الحوادث العنيفة.»

ناپیژندل شوی مخ