146

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

فكرت - بعد رسالته؟ - أن ثمة رابطة تجمع بينهما، رابطة لا مجال للتصريح بها، ولكن من الممكن الاعتماد عليها والوثوق بها. وكانت على خطأ، فقد أخافته. أفرطت في وضع الافتراضات. كان قد انصرف عنها وهناك كانت بولي؛ فبسبب إساءة لورنا إليه اندفع إلى مودة بولي دون تفكير.

لكن ربما لم يكن الأمر كذلك، ربما تغير بكل بساطة. فكرت في غرفته الجرداء إلى حد خارق للمألوف، في الضوء على جدرانها. من ذلك التجريد والعراء قد تخرج تلك النسخ المتغيرة منه، نسخ تخلق دونما جهد وفي طرفة عين. وقد يكون ذلك استجابة لشيء اتخذ مسارا خاطئا بقدر قليل، أو استجابة لغاية لم يستطع أن يدركها. أو دونما شيء محدد وواضح؛ وإن هي إلا طرفة العين.

عندما استغرق دانيال في النوم الفعلي نزلت إلى الطابق الأرضي. في الحمام وجدت أن بولي قد غسلت الحفاضات جيدا ونقعتها في سطل، وغطتها بالمحلول الأزرق الذي يعقمها. تناولت حقيبة السفر التي كانت موضوعة في منتصف أرض المطبخ، وحملتها للأعلى ووضعتها على الفراش الكبير، وفتحتها لتفرز الثياب وتعرف أيها بحاجة للغسيل وأيها يمكن إعادته لموضعه.

كانت نافذة هذه الغرفة تطل على الباحة الخلفية. سمعت أصواتهم؛ كان صوت إليزابيث مرتفعا، يكاد يكون صارخا من الحماسة والبهجة للعودة إلى البيت، وربما لما تبذله من جهد للاحتفاء بانتباه جمهورها الذي ازداد عدده، وصوت بريندان كذلك كان متسلطا ولكن مبتهجا، وهو يروي كيف كانت رحلتهم.

اقتربت من النافذة وأطلت للأسفل. رأت بريندان يتوجه إلى سقيفة التخزين، ويفتح بابها، ويبدأ في جر حوض سباحة الأطفال. كان الباب يتأرجح منغلقا عليه، فأسرعت بولي لتمسكه من أجله.

نهض ليونيل وذهب ليفك الخرطوم الملفوف. لم يخطر لها أنه كان يعرف حتى موضع ذلك الخرطوم.

قال بريندان شيئا ما لبولي. يشكرها؟ من يراهما يظن أنهما متوافقان على خير ما يرام.

ولكن كيف حدث ذلك؟

لعل الأمر أن بولي قد صارت الآن جديرة بالاعتماد والثقة، ما دام ليونيل قد اختارها. صارت اختيار ليونيل، وليس عبئا تفرضه عليه لورنا.

أو أن بريندان كان سعيدا بكل بساطة؛ لأنهم ابتعدوا عن البيت لبعض الوقت. ربما يكون قد أسقط عن كاهليه ولو لبرهة عبء الحفاظ على نظام العائلة والبيت. ولعله قد رأى، عن حق تماما، أن بولي التي تبدلت هذه لا تمثل أي تهديد.

ناپیژندل شوی مخ