137

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

استشعرت إليزابيث توترا في الجو المحيط. قالت: «لماذا نسبب متاعب؟»

منحت لورنا غفوة مبكرة لدانيال، وحين استيقظ وضعته في عربة الأطفال وأخبرت إليزابيث بأنهم ذاهبون إلى أحد الملاعب. الملعب الذي اختارته لم يكن ذلك الموجود في متنزه قريب، بل كان في سفح التل، بجوار الشارع الذي يعيش فيه ليونيل. كانت لورنا تعرف عنوانه، على الرغم من أنه لم يسبق لها بالمرة أن رأت المنزل. كانت تعلم أنه كان منزلا، وليس شقة. كان يعيش في غرفة واحدة، بالطابق العلوي.

لم يستغرق منها الوصول إلى هناك وقتا طويلا، على الرغم من أن العودة سوف تستغرق وقتا أطول بلا شك، حين ستدفع عربة الصغير صعودا على التل. لكنها كانت قد مرت سابقا إلى الجزء الأقدم من شمال فانكوفر، حيث المنازل أصغر حجما، وتجثم على مساحات صغيرة. المنزل الذي يعيش ليونيل فيه كان اسمه مكتوبا عليه بجوار أحد الأجراس، واسم بي هاتشيسن على الجرس الآخر. كانت تعرف أن السيدة هاتشيسن هي مالكة العقار. قرعت الجرس.

قالت: «أعلم أن ليونيل ليس موجودا وأنا آسفة على إزعاجك، ولكني أعرته كتابا، وهو كتاب مستعار من مكتبة عامة، والآن فات موعد إرجاعه، وكنت أتساءل فقط إذا كان بوسعي أن ألقي نظرة سريعة على شقته لأرى إن كان يمكنني العثور عليه.»

قالت مالكة العقار: «أوه!» كانت سيدة مسنة بعصبة تحيط برأسها وبقع سوداء كبيرة على وجهها. «أنا وزوجي صديقين لليونيل. كان زوجي أستاذا له في الجامعة.»

لطالما كانت عبارة «أستاذ جامعة» ذات نفع. صار المفتاح في يد لورنا. أوقفت عربة الصغير في ظل المنزل وأخبرت إليزابيث أن تنتبه لدانيال.

قالت إليزابيث: «هذا ليس ملعبا !» «سأصعد فقط للأعلى وأعود فورا. دقيقة واحدة فقط، اتفقنا؟»

كان في طرف غرفة ليونيل مختلى محفور في الجدار وموقد غاز بشعلتين ودولاب ثياب خشبي. لا ثلاجة ولا حوض ماء، عدا ذلك الموجود في المرحاض. كانت المصاريع المعدنية مسدلة حتى منتصف النافذة، وعلى الأرضية مربع من مشمع غطي نقشه بطلاء بني اللون. كانت هناك رائحة ضعيفة لموقد الغاز، ممتزجة برائحة ثياب ثقيلة لم تتعرض للتهوية، وعرق، وبعض مزيل للاحتقان برائحة الصنوبر، وقد قبلت بذلك المزيج على أنه الرائحة الحميمة الخاصة بليونيل دون أن تمعن التفكير في الأمر تقريبا، ودون أن تنفر من الرائحة بالمرة.

فيما عدا ذلك، لا يكاد المكان يقدم أي مفاتيح أو أمارات. لم تأت إلى هنا من أجل أي كتاب مستعار من مكتبة، بالطبع، ولكن لتكون - ولو للحظة - داخل المساحة التي يعيش فيها، تتنفس هواءه، تنظر من نافذته. كان المنظر بالخارج لمنازل أخرى، غالبا مثل هذا المنزل مقسمة إلى شقق صغيرة، تقوم على المنحدر ذي الأشجار لجبل جراوس. كانت الطبيعة المجردة للغرفة، التي تفتقد للشخصية الخاصة، تمثل تحديا صارما. سرير، مكتب، منضدة، مقعد؛ هي فقط قطع الأثاث الواجب توافرها بحيث يمكن الإعلان عن غرفة مؤثثة للإيجار. حتى مفرش السرير بلون الكاكاو الفاتح ومن قماش الشانيل لا بد أنه كان موجودا عندما انتقل إلى الغرفة. لا وجود لصور - ولا حتى لتقويم للأيام - والأكثر إدهاشا، لا وجود لأي كتب.

لا بد أن الأشياء مخبأة في مكان ما. في أدراج المكتب؟ لا تستطيع أن تبحث. ليس فقط لأنه لا يوجد وقت كاف لذلك - يمكنها سماع إليزابيث تنادي عليها من باحة المنزل - ولكن أيضا لأن ذلك الغياب ذاته لأي شيء قد يعد ذا صبغة شخصية قد جعل وعيها بليونيل أكثر قوة وحضورا. ليس فقط الوعي بتقشفه وبأسراره، ولكن باليقظة والحرص؛ بدا الأمر كما لو كان قد نصب لها فخا وكان ينتظر ليرى ماذا ستفعل.

ناپیژندل شوی مخ