135

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

كانت بولي قد انتقلت من الحديث حول الناس في البلدة إلى وصف ما كان يجري من أمور في البيت. ليس خيرا؛ كان مالك متجر المعدات - وهو رجل كان والد لورنا دائما ما يتحدث عنه بوصفه صديقا وليس رب عمل - قد باع متجره دون التصريح بكلمة واحدة عما كان ينتويه إلى أن تم الأمر. وكان المالك الجديد يجري توسعا في المتجر في الوقت ذاته الذي كان يخسر فيه أمام سلسلة متاجر كنديان تاير، ولم يكن يمر يوم واحد دون أن يثير شجارا ما مع والد لورنا. كان والد لورنا يعود من المتجر في غاية من الإحباط بحيث كان كل ما يريد فعله هو الاستلقاء على الأريكة؛ لم يعد يهتم بالصحف أو الأخبار. كان يشرب فوار بيكربونات الصوديوم دون أن يتناقش مع أحد حول الآلام التي يشعر بها في معدته.

ذكرت لورنا رسالة من والدها كان قد هون فيها من تلك المتاعب.

قالت بولي: «حسنا، سيهون من أمرها طبعا، ألن يفعل معك أنت؟»

قالت بولي إن صيانة كلا المنزلين كانت كابوسا متواصلا، ولا بد لهم جميعا من الانتقال إلى أحد المنزلين وبيع الآخر، لكن الآن وقد تقاعدت الجدة من عملها صارت تشاكس والدة بولي طوال الوقت، كما أن والد لورنا لا يتحمل فكرة العيش مع الاثنتين. كثيرا ما أرادت بولي أن تخرج دون أن تعود أبدا، ولكن ماذا عساهم يفعلون من دونها؟

قالت لورنا: «لا بد أن تعيشي حياتك الخاصة!» بدا لها غريبا أن تنصح هي بولي.

قالت بولي: «نعم، طبعا، طبعا، كان علي أن أرحل حين كانت الأمور طيبة، ذلك ما أحسب أنه كان يتوجب علي فعله. ولكن متى كان ذلك؟ أنا لا أتذكر حتى سير الأمور على ما يرام. ظللت عالقة هناك حتى أتأكد من إنهائك للمدرسة أولا، هذا على سبيل المثال.»

تحدثت لورنا بصوت ينم عن الأسف والدعم، ولكنها أبت أن تتوقف عن عملها، من أجل أن تولي أنباء بولي ما تستحقه من انتباه. تقبلت الأخبار كما لو كانت تخص بعض أناس كانت تعرفهم وكانت تحبهم، ولكنها ليست مسئولة عنهم. فكرت في أبيها وهو مستلق على الأريكة في الأمسيات، يعالج نفسه من آلام لا يعترف بوجودها، وفي عمتها بياتريس في البيت المجاور، يأكلها القلق مما كان الناس يقولونه عنها، تخشى أنهم كانوا يضحكون عليها من وراء ظهرها، ويكتبون أشياء حولها على الجدران، وتبكي لأنها قد ذهبت إلى الكنيسة وحمالة صدرها ظاهرة للعيان. مجرد التفكير في البيت والمنشأ ومن فيه تسبب في إيلام لورنا، ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من الشعور بأن بولي كانت تصب ذلك كلها على رأسها عامدة، وأنها تحاول أن تدفعها إلى الاستسلام، وأنها تدثرها ببعض البؤس العائلي الحميم، وقد عزمت أمرها على ألا تستسلم. «فقط انظري إليك. انظري إلى حياتك. حوض مطبخك من الصلب المقاوم للصدأ، ومنزلك مشيد على طراز رفيع الشأن.»

قالت بولي: «إذا حدث وتركتهم الآن ورحلت، أعتقد أنني لن أجني إلا شعورا هائلا بالذنب. لا يمكنني احتمال ذلك؛ سأشعر بذنب هائل لو تركتهم.» «وبالطبع هناك بعض الأشخاص لا يشعرون بالذنب مطلقا. بعض الأشخاص لا يشعرون مطلقا .» •••

قال بريندان، حين كانا راقدين جنبا إلى جنب في الظلام: «حصلت على حكاية كلها كرب وبؤس.»

فقالت لورنا: «هذا ما في عقلها.» «فقط تذكري أننا لسنا من أصحاب الملايين.»

ناپیژندل شوی مخ