133

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

شيء واحد أخبرته به لم يكن مأمون العاقبة تماما؛ إذ أخبرته كيف أنها بكت يوم زفافها وفي أثناء طقوس إتمام الزفاف الفعلية. ولكنها كانت قادرة على أن تصنع من ذلك مزحة؛ لأنها استطاعت أن تحكي له كيف حاولت أن تسحب يدها من قبضة بريندان لتتناول منديلها، ولكنه لم يفلت يدها، فكان عليها أن تواصل تنشق مخاط أنفها. وحقيقة الأمر أنها لم تبك بسبب أنها لم ترغب في أن تتزوج، أو لأنها لم تكن تحب بريندان؛ بل بكت لأن كل شيء في بيتها حيث نشأت بدا فجأة لها عزيزا غاليا - على الرغم من أنها دائما ما خططت للرحيل - وبدا لها الناس فيه أقرب صلة إليها من أي شخص آخر قد تعرفه مطلقا، على الرغم من أنها كانت تخفي عنهم أفكارها الخصوصية. لقد بكت لأن بولي كانت قد ضحكت وهما تنظفان أرفف المطبخ وتفركان مشمع الأرضية في اليوم السابق على الزفاف، وتظاهرت هي بأنها في مسرحية عاطفية وقالت وداعا أيها المشمع القديم، وداعا يا شروخ إبريق الشاي، وداعا أيها الموضع الذي كنت ألصق فيه علكتي تحت المائدة، وداعا.

لم لا تقولين له أن ينسى الأمر وكفى؟ هكذا قالت لها بولي. لكنها بالطبع لم تكن تعني ذلك حقا، بل كانت فخورة، ولورنا نفسها كانت تشعر بالفخر، فهي في الثامنة عشرة من عمرها ولم يكن لها من قبل حبيب قط، وها هي تقترن برجل في الثلاثين ذي طلعة بهية، وأستاذ في الجامعة.

وعلى الرغم من ذلك، فقد بكت، وعاودها البكاء حين تلقت رسائل من أسرتها في الأيام الأولى من زواجها. ضبطها بريندان في هذه الحالة، وقال: «أنت تعشقين أسرتك، ألست كذلك؟»

أحست تعاطفا في كلامه، وقالت: «بلى.»

تنهد هو وقال: «أظن أن حبك لهم يفوق حبك لي.»

قالت إن هذا غير صحيح، كل ما هنالك أنها أحيانا كانت تشعر بالأسف نحو أفراد أسرتها. لقد مروا بأوقات عصيبة، ظلت جدتها تدرس لتلاميذ الصف الرابع سنة بعد أخرى، على الرغم من أن بصرها صار ضعيفا للغاية حتى كانت بالكاد ترى ما تكتبه على السبورة، أما عمتها بياتريس فقد حالت مشكلاتها العصبية العديدة بينها وبين الحصول على أي وظيفة، ووالدها - والد لورنا - كان يعمل في متجر أدوات ومعدات لم يكن حتى يمتلكه.

قال بريندان: «أوقات عصيبة؟ هل مروا بتجربة معسكر اعتقال؟»

ثم قال إن الناس بحاجة لأن يتحلوا بالنباهة والذكاء في هذا العالم. رقدت لورنا على فراش الزوجية، وأطلقت العنان لإحدى نوبات البكاء الغاضبة التي يخزيها الآن أن تتذكرها. بعد هنيهة، اقترب منها بريندان وطيب خاطرها، ومع ذلك ظل يعتقد أنها بكت كما تبكي النساء على الدوام عندما يعجزن عن الفوز في مجادلة بأي طريقة أخرى.

كانت لورنا قد نسيت بعض التفاصيل الخاصة بمظهر بولي. كم كانت طويلة! وكم كان عنقها ممتدا وخصرها نحيلا! وذلك الصدر الذي يكاد يكون مسطحا تماما. ذقن صغير غير مستو وفم معوج. بشرة شاحبة، وشعر مقصوص قصير بلون بني فاتح، ناعم كأنه ريش. بدت هشة وشجاعة معا، مثل أقحوانة نحيفة على ساق طويلة. كانت ترتدي تنورة جينز منفوشة وعليها تطريز.

لم يعلم بريندان بأمر قدومها إلا قبلها بثمانية وأربعين ساعة. كانت قد اتصلت هاتفيا بمكالمة على حساب المتلقي، من كالجاري، وكان هو من أجاب الاتصال. بعد ذلك كانت لديه ثلاثة أسئلة ليطرحها. كانت نبرة صوته مجافية، ولكن هادئة.

ناپیژندل شوی مخ