127

کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

ژانرونه

أنهت العاصفة حفل حمام السباحة. كان عدد الأشخاص أكبر من أن يسعهم المنزل، واختار أغلب هؤلاء الذين اصطحبوا أطفالهم العودة لبيوتهم.

بينما كنا عائدين بالسيارة أنا ومايك، أحس كل منا بحرقة أو حكة شائكة، على المواضع المكشوفة من أذرعنا، وعلى ظهور أيدينا، وحول كواحلنا، وأفصحنا عن هذا. كانت تلك هي المواضع التي لم تكن تحميها ثيابنا حين جثمنا في وسط الأعشاب. تذكرت نباتات القراص اللاسعة.

حين جلسنا في مطبخ صني ببيت المزرعة، نرتدي ثيابا جافة، حكينا لهم مغامرتنا وأريناهم الطفح على جلدنا.

كانت صني تعلم ما عليها أن تفعل لنا؛ فلم تكن رحلة أمس مع طفلتها كلير إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى العام هي الأولى من نوعها لهذا الأسرة؛ ففي وقت سابق من الإجازة كان الصبيان قد نزلا إلى حقل موحل القاع ذي أعشاب وراء الحظيرة، وعادا ببشرة تغطيها بقع وعلامات كأنها آثار ضرب. قال الطبيب إنهما لا بد قد تعرضا لبعض نباتات القراص الحارقة، لا بد أنهما تدحرجا فيها، كان هذا ما قاله. وصف لهم الكمادات الباردة، ودهانا مضادا للحساسية، وأقراصا. كان بعض الدهان لا يزال موجودا في زجاجته لم يستخدم بعد، كما كان هناك بعض الأقراص؛ لأن مارك وجريجوري قد شفيا سريعا.

رفضنا تناول الأقراص؛ فلم تبد حالتنا خطيرة لهذا الحد.

قالت صني إنها تحدثت إلى إحدى النساء هناك على الطريق السريع، كانت تضع الوقود في سيارتها، وقد قالت لها هذه المرأة إن هناك نباتا تعد أوراقه أفضل كمادات ممكنة لعلاج طفح نبات القراص. لست بحاجة إلى كل الأقراص وتلك القمامة، قالت المرأة. كان اسم ذلك النبات شيئا من قبيل قدم العجل. أم تراها القدم الباردة؟ أخبرتها المرأة بأنها يمكنها العثور عليه في ناحية معينة من الطريق، لدى الجسر.

كانت متحمسة للقيام بذلك، أحبت فكرة الاعتماد على العلاج الشعبي. كان علينا أن نؤكد لها أن لديها الدهان بالفعل، وأنها قد دفعت ثمنه.

استمتعت صني بمهمة تمريضنا. في الحقيقة، أدخلت محنتنا هذه الأسرة كلها في حالة مزاج جيد، وأبعدت عنهم كآبة اليوم الغارق في المطر والخطط الملغاة. بدت فكرة أننا اخترنا الانطلاق معا ثم خضنا هذه المغامرة - مغامرة تركت برهانها على جسدينا - وكأنها تثير صني وجونستن وتدفعهما لمشاكستنا وإغاظتنا. هو بنظرات وتعبيرات ساخرة ماكرة، وهي بقلقها البشوش علينا. إن كنا قد عدنا إليهما بأمارات تدل على أننا أسأنا التصرف حقا - علامات على الردفين مثلا، أو خطوط حمراء على الفخذين والبطن - لما كانا سيفتنان ويتسامحان معنا إلى هذا الحد بالطبع.

اعتبر الأطفال أنه أمر مضحك أن يرونا هكذا جالسين وأقدامنا في أحواض الماء، وأذرعنا وأيدينا ملفوفة بلفافات من الأقمشة الثخينة. كانت كلير على الأخص مبتهجة بمنظر أقدام الكبار، أقدامهم الغبية المكشوفة. راح مايك يرقص لها أصابع قدميه الطويلة، فانفجرت في نوبات من القهقهة المدوية.

لا بأس. سيتكرر الأمر القديم ذاته، لو التقينا من جديد، أو إذا لم نلتق. الحب الذي لم يكن صالحا للاستعمال، الذي يعرف موضعه. (سيقول البعض إنه غير حقيقي، لأن ذلك الحب لا يخاطر أبدا بانفصام رقبته، أو بأن يتحول إلى نكتة بائخة، أو ينفد في أسى.) لا يخاطر بشيء ومع ذلك يبقى على قيد الحياة، مثل دفق ضعيف لماء عذب، أو نبع تحت وجه الأرض، وفوقه عبء هذا السكون الجديد، هذا الختم.

ناپیژندل شوی مخ