کراهت او دوستي، یرغل او مینه، او واده
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
ژانرونه
فضحكت كيتي قائلة: «دون أدنى شك. لا يمكنني أن أوجد لو لم أكن أومن بالمعجزات.»
عندئذ علمت نينا ما سيتبع ذلك حتما. اقتراب لويس وتضييق الخناق في هدوء ودون رحمة، ثم رد كيتي بقناعتها المبتهجة إلى جانب ما كانت تظنه تناقضات أنثوية ساحرة. بلا شك، كان إيمانها ينصب على ذلك، على سحرها الخاص؛ غير أن لويس لا يسحر. كان يريد أن يعرف، على أي صورة يوجد هؤلاء القديسون في اللحظة الراهنة؟ في الجنة، هل يشغلون المنطقة ذاتها التي يشغلها الموتى العاديون، الأسلاف ذوو الفضيلة؟ وكيف يتم اختيارهم؟ هل يتم ذلك عن طريق المعجزات المؤكدة، المعجزات الثابتة ؟ وكيف يمكنك إثبات معجزات شخص كان يعيش منذ خمسة عشر قرن مضت؟ أو كيف يمكن إثبات أي معجزة، على كل حال؟ في حالة تضاعف عدد الأرغفة والأسماك مثلا، سيكون ذلك بإحصاء عددها، ولكن أيكون ذلك إحصاء حقا، أم إدراكا مباشرا؟ الإيمان؟ آه، نعم. وهكذا ينتهي الأمر بكامله بالإيمان. في الشئون اليومية، كما في حياتها بكاملها، كانت كيتي تعيش بالإيمان!
هكذا كانت.
ألا تعول على العلم بأي طريقة؟ بالطبع لا. حين يمرض أطفالها لا تعطيهم دواء؛ إنها لا تكترث حتى بتموين سيارتها بالوقود، فلديها إيمانها.
أحاديث عديدة انبثقت من حولهما. ومع ذلك، ونظرا لشدة الأمر وخطورته، كان صوت كيتي الآن يتقافز مثل عصفور على سلك، قائلة له: كف عن سخافاتك، هل تظن أنني معتوهة تماما؟ ويزداد استفزاز لويس لها ويمضي أكثر في استخفافه بها إلى حد مميت، وتسري هذه المحادثة إلى مسامع الآخرين، في جميع الأوقات، في كل مكان من الغرفة.
أحست نينا بطعم مرير في فمها. ذهبت إلى المطبخ لتساعد مارجريت. مرت كل منهما بالأخرى، مارجريت تحمل القهوة، ونينا تعبر المطبخ مباشرة لتخرج إلى الردهة. وعبر اللوح الزجاجي الصغير في الباب الخلفي تحدق في الليلة المظلمة، وأكوام الجليد على طول الشارع، والنجوم. تريح وجنتها الساخنة على الزجاج.
ثم رفعت قامتها بمجرد أن انفتح الباب المؤدي إلى المطبخ، تستدير وتبتسم وتوشك أن تقول: «أتيت فقط لأتفقد حالة الجو.» ولكنها ترى وجه إد شور في مواجهة الضوء، في الدقيقة السابقة على إغلاقه الباب تفكر بأنها غير مضطرة لقول ذلك. يحيي كل منهما الآخر تحية مقتضبة واجتماعية، تشوبها بدرجة طفيفة ضحكة اعتذار وتبرؤ، وبتلك التحية تم تبادل الكثير من الأشياء بينهما، وتم تفهمها كذلك.
إنهما يهجران كلا من كيتي ولويس. ولبرهة قصيرة، لن يلاحظ هذا لا كيتي ولا لويس. لويس لن يفقد قوة الدفع اللازمة للاستمرار، وكيتي سوف تجد طريقة ما - وقد تكون إحدى الطرق شعورها بالأسف نحو لويس - لكي تخرج من فخ يهدد بأن تكون ضحية للافتراس. لن ينتاب كلا من كيتي ولويس الضجر من نفسيهما.
أذلك ما كان يشعر به إد ونينا؟ الضجر من الاثنين الآخرين، أو على الأقل الضجر من المجادلة والقناعات الراسخة، التعب من تلك الشخصيات المناضلة غير المستعدة أبدا لتخفيف الوطء والتروي.
لا يستطيعان أن يقولا ذلك بالضبط. يمكن أن يقولا فقط إنهما ضجرا.
ناپیژندل شوی مخ