الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله صنفان من امتي ليس لهم في الاخرة نصيب المرجئة والقدرية (فصل) واعلم ان المعتزلة لها من الاغلاط القبيحة والزلات الفضيحة ما يكثر تعداده وقد صنف ابن الراوندي كتاب فضائحهم فاورد جملا من اعتقاداتهم وآراء شيوخهم مما ينافر العقول ويضاد شريعة الرسول صلى الله عليه واله وقد وردت الاخبار بذمهم من أهل البيت ولعنهم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال لعن الله المعتزلة ارادت ان توحد فالحدت ورامت ان ترفع التشبيه فاثبتت فمن اقبح ما تعتقده المعتزلة وتضاهي فيه قول الملحدة قولهم ان الاشياء كلها كانت قبل حدوثها اشياء ثم لم يقنعهم ذلك حتى قالوا ان الجواهر في حال عدمها جواهر وان الاعراض قبل ان توجد كانت اعراضا حتى ان السواد عندهم قد كان في عدمه سوادا وكذلك الحركة قد كانت قبل وجودها حركة وسائر الاعراض يقولون فيها هذا المقال ويزعمون ان جميع ذلك في العدم ذوات كما هو في الوجود ذوات وهذا انكار لفعل الفاعل ومضاهاة لمقال الملحديبن وقد اطلقوا هذا القول اطلاقا فقالوا ان الجواهر والاعراض ليست بفاعلها وفسروا ذلك فقالوا اردنا ان الجوهرة لم يكن جوهرا بفاعله ولا كان العرض ايضا بفاعله وانهما على ما هما عليه من ذلك لنفوسهما قبل وجودهما ولا بجاعل جعلها وهذا تصريح غير تلويح وقد قال لهم شيوخنا وعلماؤنا فإذا كانت الذوات في عدمها ذواتا والجواهر والاعراض قبل وجودها جواهر واعراضا فما الذي صنع الصانع قالت المعتزلة اوجد هذه الذوات قال أهل الحق لهم ما معنى قولكم اوجدها وانتم ترون انها لم تكن اشياء به ولا ذواتا بفعله ولا جواهر ولا اعراضا ايضا بصنعته قالت المعتزلة معنى قولنا انه اوجدها انه فعل لها صفة الوجود قال اصحابنا فإذن ما فعلها ولا تعلقت قدرته بها وانما المفعول المقدور هو الصفة دونها فاخبرونا الان ما هذه الصفة لنفهمها وهل هي نفس الجوهر ونفس العرض فهما اللذان فعلا فكانا جوهرا وعرضا بفاعلهما وان قلتم انها شئ آخر غيرها فهل هي شئ ام ليست بشئ واعلموا انكم ان قلتم انها شئ لزمكم ان تكون في عدمها ايضا شيئا وان قلتم انها ليست بشئ نفيتم ان يكون الله تعالى فعل شيئا قالت المعتزلة هي أمر معقول ولم تزد على ذلك واتت فيه بنظير ما اتى اصحاب الكسب في المخلوق وجميع المعتزلة على هذا القول إلا أبو القاسم عبد الله بن أحمد البلخي فانه يرى ان الاشياء قد كانت كلها في عدمها اشياء ولم تكن جواهر ولا اعراضا ولا ذواتا وإنما جعلت كذلك بفاعلها ولم تكن اشياء بفاعلها فقد تبين
--- [ 52 ]
مخ ۵۱