وقد قال بعض السلف، إذا وافقت الشريعة، ولاحظت الحقيقة فلا تبال وإن خالف رأيك جميع الخليقة.
قوله: (حتى يأتي أمر الله) المراد به قيام الساعة كما في بقية الروايات.
وقيل: الآيات الكبار كما في الرواية الأخرى: (حتى تقاتل آخرهم المسيح الدجال) وقال بعض علماء أهل التصوف: إن أمر الله عام، والمراد به الخصوص أي يختص كل أحد (بجدثه) وهو الموت. فيكون المراد بسياق الحديث: بأن يموتوا على الخبر فتنشرح صدورهم للموعد الجميل، لأن خيرهم متعد ولو لم يكن متعديًا انقطعت آثارهم ولكنهم يخلفون جيلًا جيلًا. والله أعلم.
(وقد نص الإمام أحمد على أن أصحاب الحديث هم الطائفة المذكورون في هذه الأحاديث المذكورة.
ونص- أيضًا- على أنهم الفرقة الناجية. في الحديث الآخر الذي رواه. وكذا قال يزيد بن هارون، وغيره).
قال أبو زكريا يحيى النووي: (يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين فمنهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخر من الخير. انتهى).
قال بعض العارفين: (جعل الله المسلمين على أنواع، فعوامهم كالرعية للملك، وكتبة الحديث كخزان الملك، وأهل القرآن كحفاظ الذخائر ونفائس الأموال، والفقهاء بمنزلة الوكلاء للملك، إذ الفقيه (يوقِّع) عن الله، وعلماء الأصول كالقواد وأمراء الجيوش، والأولياء كأركان الباب، وأرباب القلوب وأصحاب الصفاء كخواص الملك وجلسائه.
فشغل قومًا بحفظ أركان الشرع، وآخرين بإمضاء الأحكام، وآخرين بإمضاء الأحكام، وآخرين بالرد على المخالفين، وآخرين بالأمر المعروف والنهي عن المنكر).
وروى أبو بكر البزار من حديث أبي سعيد الخدري- ﵁ أن
1 / 19