وقال قتادة: أمة محمد- ﷺ لم يؤمر نبي قبلهم بالقتال. فهم يقاتلون الكفار، ويدخلونهم في دينهم وهم خير أمة أخرجت للناس.
وفي جامع الترمذي وغيره من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده (معاوية بن حيدة) ﵁ أنه سمع النبي- ﷺ يقول في قوله- تعالى-: ﴿كنتم خير أمَّةٍ أخرجت للنَّاس﴾ قال: (أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله- تعالى-)
قال الترمذي: حديث حسن.
ورواه الإمام أحمد، وابن ماجه، والحاكم بغير ذكر الآية. وقال: (موفون فهم خير الأمم) والله أعلم.
قوله- تعالى-: ﴿كنتم خير أمَّةٍ﴾ هو الخير، ولا يراد بها هنا الدالة على مضي الزمان.
وقال مجاهد: كنتم خير أمة أخرجت للناس على الشرائط المذكورة.
فعلى هذا يكون المعنى: كنتم خير أمة إذ كنتم تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله. فبدأ سبحانه- بذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل ذكر الإيمان تأكيدًا على المؤمنين فلا يتم المؤمنين إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقته معاينته لا يسعهم التخلف عنه.
وقال قوم: قوله (للناس) من صلة قوله: خير أمة، أي أنتم خير الناس للناس.
وفي صحيح أبي عبد الله البخاري من حديث أبي هريرة- ﵁ موقوفًا في قوله- تعالى-: ﴿كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس﴾ قال: "خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام". وهكذا.
قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وعطاء، والربيع بن أنس، وعطية العوفي: ﴿كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس﴾ يعني: خير الناس للناس والمعنى. أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس.
1 / 35