﴿والصَّلاة الوسطى﴾ وقوله: ﴿فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورمانٌ﴾ وقوله في الحديث: (كان- ﷺ يحب الحلوى والعسل وما يشابه ذلك).
وقوله: ﴿ويأمرون بالمعروف﴾ فالأمر ضد النهي. المره منه (أمره) بالفتح، والجمع (أوامر) يقال: (أمور) بكذا على فعول. والنهي خلافه.
يقال: (نهاه) (ينهاه) (نهيًا) (فانتهى) و(تناهى) أي كف. وهو (نهوٌّ) و(النُّهية) الاسم منه. و(تناهوا) أي نهي بعضهم بعضًا.
و(المعروف) طاعة الله قاله أبو سليمان الداراني.
وقال الراغب: المعروف كل ما يستحسنه العقل. وأما المنكر فهو: معصية الله. وقيل: كل ما يستقبحه العقل وينكره. وقبل: المعروف خدمة الحق، والمنكر صحبة النفس. وقيل: المعروف إيثار حق الحق، والمنكر اختيار حظ النفس. وقيل: المعروف ما يزلفك إليه، والمنكر ما حجبك عنه.
وقوله: ﴿وأولئك هم المفلحون﴾ جعل سبحانه- الفلاح منوطًا بذلك يعني المتصفين بما تقدَّم هم الناجون الفائزون فازوا بالجنة ونجوا من النار.
وقيل: الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا. قاله ابن عباس. وقيل: الفلاح بمعنى البقاء أي الباقون في النعيم المقيم المقطوع لهم بالخير في الدنيا والآخرة.
فمن اتصف من الأمة بهذه الصفات دخل معهم في الثناء والمدح لهم.
كما قال قتادة: بلغنا أن عمر بن الخطاب في حجة حجها رأى من الناس نزغة فقرأ هذه الآية: ﴿كنتم خير أمَّةٍ أخرجت للنَّاس﴾ قال: من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها. رواه محمد بن جرير.
ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله: ﴿كانوا لا يتناهون عن مُّنكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون﴾.
1 / 33