131

کنز اکبر

الكنز الأكبر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن داود الحنبلي

پوهندوی

د. مصطفى عثمان صميدة، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالقاهرة

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م.

د خپرونکي ځای

بيروت

ولفظه: "ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي، هم أعز منه وأمنع لم يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعذاب". ورواه ابن حبان- في صحيحه وأبو القاسم الأصبهاني. ورواه ابن أبي الدنيا بهذا اللفظ، ورواه من طريق آخر. بلفظ: "أيما قوم عمل فيهم بالمعاصي، هم أعز وأكثر لم يغيروا إلا عمهم الله بعقابه". ورواه -أيضًا- بسنده- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا: "ما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم". ورواه البيهقي- في شعب الإيمان- بسنده، عن جرير بن عبد الله، عن أبي بكر ﵄ موقوفًا. قال: «إذا عمل قوم بالمعاصي، بين ظهرانيهم قوم هم أعز منهم فلم يغيروا عليهم أنزل الله عليهم بلاء، ثم لم ينزعه منهم». وفي المعجم الأوسط للطبراني، وشعب البيهقي من حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: (أوحى الله ﵎ إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها. فقال: يا رب إن فيهم عبدك فلانًا لم يعصك طرفة عين. فقال: اقلبها عليه وعليهم، فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط). قوله: يتمعر أي يتغير [يحمَّر] فالمعنى: إن هذا كان رجلًا متعبدًا وعمل على نفسه ولم يلتفت إلى غيره، بل اشتغل فيما هو فيه، ولم يأمر بمعروف ولم ينه عن منكر، فخسف به أولًا، فمن لم يغضب لله، ولم يتمعر وجهه إذا انتهكت حرمات الله لحقه الإثم وحق عليه العذاب. فعلى كل واحد من الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حسب حاله لا ينبغي أن يسعه السكوت عن ذلك البتة- كما سبق ويأتي ... والله أعلم. وروى الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم -بسنده- عن يحيى بن يعمر.

1 / 145