166

کلیسا د انتاکيا

كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م

ژانرونه

44

ولكن بولس كان رجلا لبقا ماهرا وخطيبا بليغا، فتمكن من إنشاء حزب حوله من أبناء أبرشيته، وكان بين هؤلاء عدد من أساقفة الريف والكهنة والشمامسة، فانشقت كنيسة أنطاكية إلى معسكرين: أبناء الريف وأمهات القرى، وأبناء المدن الكبيرة، أو بعبارة أخرى: إلى وطنيين شرقيين سريانيين وعرب، وإلى يونانيين ورومانيين ومتهلنين، وكان طبيعيا أن يرى البولسيون في زينب العربية زعيمة وطنية، تحاول التحرر من حكم رومة وكل ما يمت إلى الغرب بصلة،

45

وعطف على هؤلاء وأيدهم عدد من اليهود والوثنيين الذين ناصروا زينب في حركتها التحررية.

واستقدمت زينب لونجينوس

Longinus

الحمصي من أثينة إلى تدمر؛ ليتولى الدفاع عن موقفها بما أوتي من حجة وفصاحة، وأصغت إلى إرشاداته في السياسة؛

46

ولا يستبعد أن يكون بولس قد عرف لونجينوس، فتأثر بالفلسفة الأفلاطونية الجديدة، وإذا ما ذكرنا أن هؤلاء الفلاسفة عطفوا على توحيد اليهود وعلى القول بتقوى المسيح وخلوده وأنكروا ألوهيته، سهل علينا تفهم ضلالة بولس، وقوله بأن المسيح «مخلوق» صالح حمل في أحشائه روح الله؛

47

ناپیژندل شوی مخ