وروى الخطيب البغدادي بسنده عن نبيط بن شريط الأشجعي، قال: لما فرغ علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان قفل أبو قتادة الأنصاري ومعه ستون - أو سبعون - من الأنصار قال: فبدأ بعائشة، قال أبو قتادة: فلما دخلت عليها قالت: ما وراءك؟ فأخبرتها أنه لما تفرقت المحكمة من عسكر أمير المؤمنين لحقناهم فقتلناهم، فقالت: ما كان معك من الوفد غيرك؟ قلت: بلى ستون أو سبعون. قالت: أفكلهم يقول مثل الذي تقول؟ قلت: نعم. قالت: قص علي القصة. فقلت: يا أم المؤمنين تفرقت الفرقة وهم نحو من أثني عشر ألفا ينادون لا حكم إلا لله، فقال علي عليه السلام : كلمة حق يراد بها باطل. فقاتلناهم بعد أن ناشدناهم الله وكتابه فقالوا: كفر عثمان وعلي وعائشة ومعاوية، فلم نزل نحاربهم وهم يتلون القرآن فقاتلناهم وقاتلونا وولى منهم من ولى فقال علي عليه السلام: لا تتبعوا موليا. فأقمنا ندور على القتلى حتى وقفت بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام راكبها فقال: اقلبوا القتلى. فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى فقلبناهم حتى خرج في آخرهم رجل أسود على كتفه مثل حلمة الثدي، قال علي عليه السلام: الله أكبر، والله ما كذبت ولا كذبت كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قسم فينا فجاء هذا فقال: يا محمد؛ إعدل فوالله ما عدلت منذ اليوم!، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:((ثكلتك أمك؛ ومن يعدل إذا لم أعدل؟)). فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله؛ ألا أقتله؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:((لا؛ دعه فإن له من يقتله)). وقال: صدق رسول الله. قال: فقالت عائشة: ما يمنعني؟ ما بيني وبين علي أن أقول الحق؟ سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:((تفترق أمتي على فرقتين تمرق بينهما فرقة محلقون رؤوسهم، محفون شواربهم، أزرهم إلى أنصاف سوقهم، يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى الله تعالى. قال: فقلت: يا أم المؤمنين؛ فأنت تعلمين هذا فلم كان الذي منك؟ قالت: يا أبا قتادة وكان أمر الله قدرا مقدورا وللقدر أسباب.. الحديث(1).
وروى الهيثمي بسنده عن عائشة أنها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم؟ -تعني أصحاب النهر- فقالوا: علي عليه السلام، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:((يقتلهم خيار أمتي وهم شرار أمتي))(2).
وروى المتقي الهندي بسنده عن حاتم بن إسماعيل قال: كنت عند جعفر بن محمد عليه السلام -إلى أن قال-: وحدثني أبي عن أبيه عن علي عليه السلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:((إن الخوارج مرقوا من الدين يمرق السهم من الرمية، وهم يمسخون في قبورهم كلابا، ويحشرون يوم القيامة على صور الكلاب، وهم كلاب النار))(3).
مخ ۲۳