الکامل په ژبه او ادب کې
الكامل في للغة والأدب
پوهندوی
محمد أبو الفضل إبراهيم
خپرندوی
دار الفكر العربي
د ایډیشن شمېره
الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ
د چاپ کال
١٩٩٧ م
د خپرونکي ځای
القاهرة
أهل دينك عن نبيك "ﷺ" كثيرًا، قال: إذا رضي الله عن قوم أمطرهم المطر في وقته، وجعل المال في سمحائهم، واستعمل عليهم خيارهم، وإذا سخط عليهم استعمل عليهم شرارهم، وجعل المال عند بخلائهم، وأمطرهم المطر في غير حينه. قال: فانصرفت فما وضعت ثوبي حتى أتاني رسول الحجاج، فأمرني بالمسير إليه، فالفيته جالسًا على فرشه والسيف منتضىً في يده، فقال لي: ادن، فدنوت شيئًا، ثم قال: ادن، فدنوت شيئًا، ثم صاح الثالثة: ادن لا أبا لك! فقلت: ما بي إلى الدنو من حاجة، وفي يد الأمير ما أرى. فأضحك الله سنه، وأغمد سيفه عني، فقال لي: اجلس، ما كان من حديث الخبيث؟ فقلت له: أيها الأمير، والله ما غششتك منذ استنصحتني، ولا كذ بتك منذ استخبرتني، ولا خنتك منذ ائتمنتني. ثم حدثته الحديث، فلما صرت إلى ذكر الرجل الذي المال عنده أعرض عني بوجهه، وأومأ إلي بيده، وقال: لا تسمه، ثم قال: إن للخبيث نفسًا، وقد سمع الأحاديث.
ويقال: كان الحجاج إذا استغرب١ ضحكًا٢ والى بين الإستغفار، وكان إذا صعد المنبر تلفع بمطرفه٣ ثم تكلم رويدًا فلا يكاد يسمع، ثم يتزيد في الكلام، حتى يخرج يده من مطرفه ويزجر الزجرة فيفزع بها أقصى من في المسجد وكان يطعم في كل يوم ألف مائدة، على كل مائدة ثريدٌ وجنبٌ من شواءٍ وسمكة طريةٌ، ويطاف به في محفةٍ على تلك الموائد ليتفقد أمور الناس، وعلى كل مائدة عشرة، ثم يقول: يا أهل الشأم، اكسروا الخبز لئلا يعاد عليكم. وكان له ساقيان، أحدهما يسقي الماء والعسل، والآخر يسقي اللبن. ويروى أن ليلى الأخيلية قدمت عليه فأنشدته:
إذا ورد الحجاج أرضًا مريضةً ... تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العقام الذي بها ... غلامٌ إذا هز القناة ثناها٤
١ استغرب ضحكا: بالغ في الضحك.
٢ ومن هنا وقع خرم في نسخة الأصل، والنص، الذي أثبتناه هو نص "ر" إلى آخر الخرم.
٣ المطرف: رداء من خز.
٤ زيادات ر: "العقام، بالفتح والضم، والضم أفصح". وفي س: العضال.
1 / 242