فصل
يستدل لعموم التهنئة لما يحدث من النعم أو يندفع من النقم سجود الشكر لمن يقول به وهو الجمهور، ومشروعية التعزية لمن أصيب بالإخوان.
وورد في ذلك حديث فيه التنصيص على الأمرين، أعني التهنئة والتعزية، وأنها من حق الجار على الجار.
وذلك في الحديث الذي رويناه في مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي، وفي مسند الشاميين للطبراني مسندا إلى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابه خير هنأته، وإن مرض عدته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فاهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرا، ولا يخرج بها ولدك يغيظ به ولده، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها.
مخ ۴۶