وحكى عن قوم عطلوا فريضتهما(1) ونسوا شريعتهما(2) فقال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}[المائدة:78-79].
وأما أنتم فإنا لنرجوا إن شاء الله(3) أن تقتدوا في إجابتنا بأسلافكم وأئمة مذاهبكم في إجابة القائم من أهل البيت -عليهم السلام- في أيامهم كما هو عنهم مشهور، وفي كتب المخالف [24/أ] والموالف مسطور.
أما الإمام مالك بن أنس الأصبحي(4) رحمه الله تعالى، فإنه لما قام الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية(5) -عليه السلام- في المدينة استفتاه الناس وقالوا في أعناقنا بيعة لأبي جعفر، فأفتاهم بوجوب بيعة الإمام وإقامة الجمعة والجماعة.
وأما الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى(6) فإنه بايع لزيد بن علي -عليهما السلا-في أيام شبيبته، ثم أدرك إمامة الإمامين محمد وإبراهيم ابني عبد الله(7) بن الحسن بن الحسن(8)-عليهما السلام- فأفتى بوجوب طاعتهما وحرض الناس، وأمر كبار أصحابه بالنفير إليهما وأعان بالأموال الجليلة، وكتب إلى إبراهيم بن عبد الله(9) إذا أظهرك الله على آل عيسى بن موسى(10) فسر فيهم سيرة أبيك في أهل صفين(11) ولا تسر فيهم سيرته في أهل الجمل(12)، حتى كان من أمره رحمه الله أن أشخص إلى بغداد(13)، وسقي السم بها.
مخ ۶۳