فصل ولنرجع إلى أخبار مولانا الحسن رحمة الله عليه وفتح كوكبان، وقد ذكرنا فتح ثلا واستئصال من فيه، والقبض على الأمير صفر ومن معه ، ووصول مولانا أحمد لذلك، فلما تم عمل الأمير صفر ومن معه وعزموا إلى عند الإمام -عليه السلام- عاد مولانا الحسين رضوان الله عليه جهات بلاد همدان، وصار في وادي ظهر، ومولانا أحمد عاد بلاد عيال سريح(1) وجمع جموعه، وتقدم إلى ذعوان(2) قرية قريبة من عمران، وحاصر عمران محاصرة ضيق عليهم وبلغ القدح الطعام اثتني عشر حرفا وله ولهم[185/ب] حروب ولازال عليهم حتى خرجوا كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وكان في الجانب الشرقي السيد العلامة جمال الإسلام علي بن إبراهيم الحيداني(3) أطال الله بقاه، من بلاد الصيد(4) وبني زهير(5)، وقد انضم إليه من عند الإمام عليه السلام الفقيه الأفضل عبد الله بن عز الدين الأكوع(6)، والفقيه الأفضل صالح بن جابر العلماني(7) وغيرهم. وحاصروا ذيفان(8) وكان فيه الأمير عابدين بن مطهر بن الشويع(9) المذكور في أخبار عيان وإليه من العجم، قرا جمعه من عظمائهم، والسيد جمال الدين في عقبات البون، وغزوه إليها، وإليه لجنود الحق ولهم حروب كثيرة، وفي بعض أيامها غدر بعض العرب بالسيد بأن جردوا له خيلا من خلفه وأنجاه الله بدفاع من حضره من جنود الحق، ولما فتح الله كوكبان تسموا جميعا إلى مولانا الصفي حفظه الله تعالى. فأما الأمير عابدين بن المطهر بن الشويع فوصل إلى مولانا الحسن رحمه الله فأحسن إليه وضمه إليه، فأمد إلى ثلا وحضر الوقعة مع الأمير صفر، وقبض معه كما تقدم، وأرسلهم إلى شهارة المحروسة بالله.
مخ ۳۰۰