قال: فعدت إلى موضع بعيد لا يعرفون أني سمعت ذلك ثم أرسلت لهم وأعطيتهم ما طلبوا أو كما قال.
ومن ذلك أن كل ذي حاجة صغيرة أو كبيرة يسألونه من الخواص وغيرهم فلا يقبلون منه الجواب الأول بل يحاولونه، ثم يتكلم صغيرهم وسفيههم بما لا يجوز فكثيرا ما يبتسم من ذلك أو يسكت كأنه لم يسمع.
قال بعضهم مقمسا بالله: ما أعلم قبله مثله في الحلم والمروءة وصدق وصدق وصدق، فإنا رأينا ذلك أيامه بطولها -سلام الله عليه-.
سخاؤه
وأما سخاؤه -عليه السلام- فكان إذا عرف صحة(1) الصرف والمصرف فلا يعطي السائل إلا ما طلب ثم يزيده على ذلك فوق ما يحتسب، ثم تراه عند العطاء يتهلل فرحا، ثم لا تزال الزيادة حتى يتودعه المعطى، ثم يلحقه الزاد والهدية لصغاره بعد ذلك. وهذا في حكم العام فيما نعرف من حاله، وقد يمنع الحقير من أكثر الناس إذا لم يكن لذلك وجه وسيأتي إن شاء الله تعالى أنه لو أقسم مقسم فيما يراه على الناس في أسواق اليمن ومجامعها من الكسوة أنها منه أو بسببه لم يحنث، وهذا باب واسع.
شجاعته
وأما شجاعته ورباطة جأشه فقد تقدم في سيرة والده -سلام الله عليهما- شاهد ذلك الذي لا يجحد، والتفصيل لها الذي لا يحد ولظهورها في الأسماع وجلائها ما لا يختلف فيه أهل الإطلاع، اكتفينا بذلك عن سرد بعضها في هذا الإختصار.
مخ ۲۱