200

وكان مولانا الحسين -رضوان الله عليه- في أيام الصلح مكبا على العلم والتأليف، ولقد روي أنه بقي فوق سنتين لا يعرف منازل نسائه وإنما جليسه وسميره كتابه حتى كان يضرب به المثل. ولما وصل الشرف أظهر أنه يريد الغزو إلى جانب تهامة، وأمر العسكر بالإستعداد وأن يتزودا لثلاث ويخففوا من أمتعتهم، ثم سار مغذا ليلا ونهارا في حدود بلاد حجة وكوكبان، وكانت طريقه الخبت من بلاد بني قيس من أسفل جبل وضرة(1) من جهات المغرب ثم خبت بني الأهيل(2) وأسفل نمرة(3). ثم سارع، ثم خرج إلى بني سعد من أعمال خبوت بلاد مسار، ثم منها إلى بلاد صعفان(4)، ثم صعد إلى أعلى حصن مسار المحروس بالله. وكان حي القاضي شمس الدين أحمد بن محمد السلفي رحمه الله قد تقدمه من عند الإمام -عليه السلام- ولا علم له بما هم عليه، وكان إليه البلاد المذكورة وتوفي عقبها رحمه الله، [86/أ] فأمر الإمام -عليه السلام- بولاية ولده القاضي العالم محمد بن أحمد رحمه الله، وفي ألفاظ هذا الكتاب بلاغة فائقة ومواعظ نافعة، وتركناه للإختصار فاستقر في مسار أربعة أيام.

مخ ۲۲۲