جوهره منيره
الجوهرة المنيرة - 1
ژانرونه
نعم وكان هذا الباشا مع وصوله اليمن قبض على مشائخ الحدا الذين هم: الشيخ علي بن فلاح، والشيخ زيد بن أحمد [84/ب] الناصح لهم في أخبار مولانا الإمام المنصور بالله -عليه السلام- والمشائخ الذين من تحت أيديهم، وجعلهم في الإعتقال، ثم أرسل عليهم المحاط إلى قفر حاشد وكانت فوق عشر محاط، وجعل عليهم جميعا الأمير سنبل بن عبد الله الصاير إلى جانب الحق سامحه الله تعالى كما سيأتي إن شاء الله تعالى. فقتل من الحدا ومن خالطهم جملة بعد حروب عليهم شديدة ومغازي وأخذت مواشيهم ، ثم التجأوا إلى جبل في القفر يسمى وعلان(2) وضاق عليهم الأمر، فخاطبوا على خروجهم من البلاد السلطانية، وأنهم يفتحون(3) لهم الطريق إلى المشرق (بلاد لمدة) ونواحيها فرتبوا العساكر عن يمينهم وشمالهم وخلفهم وأمامهم، وساقوهم(4) وما بقي معهم من المواشي حتى أخرجوهم جانب أسبيل من بلاد عنس، وقد لحقهم بعد القتل والنهب مذلة، فروي أنهم أخذوا من أبنائهم وبناتهم سبايا، وأنهم باعوا أحدهم بجمنة قهوة لقصد إذلالهم، وقتلوا من كبارهم كثيرا بعد الأمان. والحدا فريقان منهم من في بلاد القفر، ومنهم من في السراة فأظهروا أنما المطلوب إلا الذين في القفر. فلما حصلوا أمر الباشا الأمير سنبل بالعود عليهم وكان قد عاد إلى بلاد ريمة وهي في ولايته، فعاد إليهم واجتمع له العساكر من صنعاء وغيرها، وقفى أثرهم حتى أدخلهم جانب بلاد خولان الطيال(5) وقد تقطعوا واستجاروا بقبائل المشرق فدافع عنهم خولان بالمعاذير بأن الحدا قد تفرقوا عند جميع قبائل المشرق، وعندنا مثلهم فتطلبوا من الجميع يحصلون من عندهم ونحن من جملتهم وكذا.
مخ ۲۲۰