ومن ذلك أن رجلا يسمى مسعود بن سيلان بن قاسم بن شايع من الأهنوم غاضبه كذلك وأخذ سلاحه وقال: هو قرنه إن خدمه وصار إليه ويريد اللحوق بالترك لعنهم الله فانبطح من حينه عقيب قوله وخر صريعا وأفاق بعد ذلك وتاب.
ومنها ما أخبرني الفقيه الأفضل جمال الدين: علي بن قاسم الأهنومي المعروف بابن الملك أنه أخبره الفقيه الفاضل هلال بن قاسم عم المذكور أنه أخبره [5/ب] من فيه أنه وصل إلى مولانا محمد -عليه السلام- إلى حبور أيام الإمام المنصور بالله -عليه السلام- فأغاضه بكلمة، فذهب ليلحق بالترك إلى السودة، فوصل إلى ما يقرب من المدائر، ودخل سقاية من سقايا الطرقات ليشرب الماء فخاض الماء، فإذا باب السقاية منسد بثعبان عظيم فاتح فاه قد ملأ الباب، قال: فأخذت الخنجر والدرقة لأدافع عن نفسي ثم عرفت عدم الطاقة لذلك، وعرفت ما كان مني إلى ابن الإمام -عليه السلام- ثم تبت عما فرط مني فيما بيني وبين الله تعالى واستغفرت، فما كان بأسرع مما انصرف عن الباب ذلك الثعبان ولم أره بعدها.
قال الفقيه علي المذكور: وسماع هذه القضية مشهور شائع في تلك النواحي انتهى وآخران ........ (1) من الأهنوم من شهارة الفيش لحق بالعجم فدعا عليهما فهلكا.
ومن ذلك قضية الجراد في حرب عولي كما سيأتي إن شاء الله، وأما العقوبة لمن كتمه حقا أو منعه واجبا أو مطلبا فلا ينحصر لكثرته يعرفه القريب والبعيد، واشتهر في اليمن وانتشر من ذلك أن كل أنعام يخفيها صاحبها أو يتحيل في إسقاط زكاتها أو الإعانة(2) منها تهلك وتنقطع حتى إذا أخفى السخل(3) هلك، وكذا زكاة النحل وغيرها، ولو نذكر ما كان من ذلك عندنا وباطلاعنا لطال كيف في جميع البلاد، وذلك أنه -عليه السلام- يتحرى في الصرف كما يتحرى في الأخذ، فلا يضع ولا يرفع إلا بعد النظر الصحيح، وتحري الأقرب إلى رضى الرب سبحانه.
مخ ۱۲