خصائصه وأما خصائصه وكراماته الباهرة، فكان كثير الإخبار بما يقع كما تراه في عمارته [5أ] للبيت الذي عمره لمولانا: أحمد بن الحسن(1) أيده الله(2) وهو في بلاد يافع(3) وأياس ما يرجى من عوده. ومنها في صنعاء لم يرض أن يضع لأحد شيء من قانونها أو بيوتها قبل فتحها، وكان يقول من وقته وبعد الإطلاع عليها ويخبر بفتحها وفتح غيرها.
وأما في البحث عن الغائب والظالة ونحو ذلك، فكان نادرة حتى يظن كثير أن ذلك من نحو التوابع من الجن، فلا يكاد يخفاه شيء من ذلك، وربما ذلك رؤيا صادقة كما أخبرني مولانا الحسن رحمه الله تعالى، وقد سألته عن مثل ذلك لحي والده الإمام -عليه السلام- فقال: ما أظن والله أعلم إلا أنه لرؤيا يراها أو دعاء يستروح معه الإجابة، وهذا من ذلك والله أعلم، وهذا باب واسع وقد يأتي من ذلك كثيره في السيرة.
كراماته
وأما كراماته، فكان مجاب الدعوة لا يدعو غالبا بخير إلا حصل، ولا يدعو على ذي شر إلا وهلك، من ذلك: قضية شمس الدين الطلقي من جنب، فكان وصل إليه إلى حبور أيام والده الإمام المنصور بالله-سلام الله عليهما-، وأحسن إليه وقربه، وأراد أن يفتح على يده بلاده، فخان(4) وصار إلى الترك أقماهم الله فدعا عليه، فما كان تمام الشهر إلا وقتلوه بالخازوق، وصفته كما تقدم في سيرة والده-سلام الله عليه- أنهم ينخرون(5) خشبة ويدخلونها من دبر الرجل حتى يخرجوها من فيه لعنهم الله. ومن ذلك قضية محمد بن إبراهيم من أهل شهارة الفيش، كان من كبار الجند الإمامي وأهل النجدة، فغاضب الإمام -عليه السلام- في شيء، فأراد الإمام يؤدبه وقد تناول عصا، فقبض على يده حتى آلمه بالقبض، فدعا عليه فجن من حينه، وبقي مدة حتى عفا عنه وشفي.
مخ ۱۱