جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون(163)لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين(164)أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير(165) {هم درجات عند الله} أي: هم متفاوتون كما تتفاوت الدرجات والمعنى تفاوت منازل المثابين منهم ومنازل المعاقبين {والله بصير بما يعملون} عالم بأعمالهم ودرجاتها، فمجازيهم على حسبها {لقد من الله على المؤمنين} يعني من آمن مع رسول الله من قومه، وخص المؤمنين منهم بأنهم هم المنتفعون بمبعثه، {إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم} من جنسهم عربيا مثلهم وقيل من ولد إسماعيل، كما أنه من ولده، ووجه المنة عليهم في كونه منهم هو أن اللسان إذا كان واحدا أسهل عليهم أخذ ما يجب عليهم أخذه من العلوم ولمخبرتهم بأحواله في الصدق والأمانة فكان ذلك أقرب إلى تصديقه والوثوق به في كونه منهم، شرف لهم وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة من أنفسهم أي: من أشرفهم لأنه من أشرف قريش وهم من أشرف العرب وفيما خطب به أبي طالب في تزويج خديجة وقد حضر معه بنوا هاشم ورؤساء مضر الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، (.....ص26)معد وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما أمنا وجعلنا الحكام على الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله من لا يوزن به فتا من قريش إلا رجح وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخبر جليل {يتلو عليهم آياته} أي: يقرأها بعد ما كانوا جاهلية لم يطرق أسماعهم شئ من الوحي {ويزكيهم} يطهرهم من دنس القلوب بالكفر ونجاسة سائر الجوارح، بملابسة المحرمات، وسائر الخبائث {ويعلمهم الكتاب والحكمة} أي: القرآن والسنة بعد ما كانوا أجهل الناس وأبعدهم من دراسة العلوم واقتباس الآداب {وإن كانوا من قبل} أي: من قبل بعثه {لفي ظلال مبين} أي: بين لا شبهة فيه.{أولما أصابكم من مصيبة} يعني ما أصابهم يوم أحد من قتل سبعين منهم {قد أصبتم مثليها} من قتل سبعين وأسر سبعين {قلتم أنا هذا} أي: من أين هذا؟ وهو أن المسلمين قالوا من أين أصابنا هذا القتل والهزيمة، وقد وعدنا الله النصر ونحن مسلمون، ورسول الله بيننا {قل} لهم يا محمد {هو من [26{عند أنفسكم} معناه أنتم السبب فيما أصابكم لاختياركم الخروج من المدينة ولتخليتكم المركز.
وعن علي عليه السلام: ((لأخذكم الفداء من أسارى بدر قبل أن يؤذن لكم)) {إن الله على كل شئ قدير} فهو يقدر على النصر وعلى منعه وعلى من يصب بكم تارة ويصيب منكم أخرى.
مخ ۳۶۴