جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(42)يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين(43)ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون(44) {وإذ قالت الملائكة يا مريم} روي أنهم كلموها شفاها معجزة لزكريا عليه السلاموإرهاصا لنبوة عيسى {إن الله اصطفاك} يعني: اختارك أولا حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية {وطهرك} مما يستقذر من الأفعال ومما قرفك به اليهود {واصطفاك} آخرا {على نساء العالمين} بأن وهب لك عيسى من غير أب، ولم يكن ذلك لأحد من النساء {يا مريم اقنتي لربك واسجدي} أمرت بالصلاة بذكر القنوت والسجود لكونهما من هيئات الصلاة وأركانها ثم قيل {واركعي مع الراكعين} بمعنى: ولتكن صلاتك مع المصلين أي: في الجماعة أو انضمي نفسك في جملة المصلين، وكوني معهم في عدادهم ولا تكوني في عداد غيرهم، ويحتمل أن يكون في زمانها من يقوم ويسجد في صلاته ولا يركع ومن يركع فأمرت أن تركع مع الراكعين {ذلك من أنباء الغيب} إشارة إلى ما سبق من أبناء زكريا ويحيى ومريم وعيسى يعني أن ذلك من الغيوب التي لم تعرفها يا محمد إلا بالوحي {نوحيه إليك} نعلمك به ونطلعك عليه {وما كنت لديهم} أي: عند الأحبار حين اقترعوا أيهم يكفلها {إذ يلقون أقلامهم} أزلامهم وهي أقداحهم التي طرحوها في النهر مقترعين وقيل هي الأقلام التي كانوا يكتبون بها التوراة، واختاروها للقرعة تبركا بها {أيهم يكفل مريم} أي يربيها ويقوم بها {وما كنت لديهم إذ يختصمون} في شأنها تنافسا في التكفيل بها.
مخ ۲۸۵