187

جوهر شفاف

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ژانرونه

شعه فقه

ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين(250)فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين(251) {ولما برزوا لجالوت وحنوده} أي: خرجوا لقتاله {قالوا} يعني المؤمنين {ربنا افرغ علينا صبرا} الإفراغ الصب ومعناه: صب علينا الصبر ووفقنا للصبر على الجهاد {وثبت أقدامنا} هب لنا ما نثبت به في مداحض الحرب من قوة القلوب وإلقاء الرعب في قلوب العدو ونحو ذلك من الأسباب حتى لا نفر {وانصرنا على القوم الكافرين} وهم جالوت وجنوده {فهزموهم بإذن الله} أي: استجاب الله دعائهم فهزموهم بنصره وكسروهم {وقتل داود جالوت} روي أن إيشا أبو داود كان في عسكر طالوت مع ستة من بنيه وكان داود سابعهم وهو صغير يرعى الغنم، فأوحى إلى شمؤيل أن داود بن إيشا هو الذي يقتل جالوت فطلبه من أبيه، فجاء وقد مر في طريقه بثلاثة أحجار دعاه كل واحد منهما أن يحمله وقالت له إنك تقتل بنا جالوت فحملها في مخلاته، ورمى بها جالوت فقتله وزوجه طالوت بنته وروي أنه حسده وأراد قتله، ثم تاب {وأتاه الله الملك} في مشارق الأرض المقدسة ومغاربها ، وما اجتمعت بنوا إسرائيل على ملك قط قبل داود، {والحكمة} هي النبوة وقيل: العلم والفقه {وعلمه مما يشاء} من صنعته الدروع وكلام الطير والدواب وغير ذلك{ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} معناه: ولو أن الله يرفع بعض الناس ويكف بهم فسادهم لفسدت الأرض يعني لغلب المفسدون وفسدت الأرض وطلبت منافعها، وتعطلت مصالحها من الحرث والنسل وسائر ما يعمر الأرض وقيل: لو أن الله ينصر المسلمين على الكفار لفسدت الأرض ببعث الكفار فيها فقتل المسلمون أو لو لم يدفعهم لعم الكفر، ونزلت السخط، فاستؤصل أهل الأرض {ولكن الله ذو فضل} أي: نعمة في الدين والدنيا {على العالمين} بالمدافعة عنهم.

مخ ۲۱۸