جوهر شفاف
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
ژانرونه
فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين(249) {فلما فصل طالوت بالجنود} يعني: انفصل عن بلده وخرج روي أنه قال لقومه: لا يخرج معي رجل بنا بناء لم يفرغ منه ولا تاجر مشغول بالتجارة ولا متزوج بامرأة لم يبين عليها ولم أبتغي إلا الشاب النشيط الفارغ فاجتمع إليه ممن أختار ثمانون ألفا، وكان الوقت قضى وسلكوا مغازه فسألوا أن يجري الله لهم نهرا {فقال إن الله مبتليكم بنهر} قيل: هو نهر فلسطين أي مختبركم بما طلبتم {فمن شرب منه فليس مني} أي: فليس متصل بي ومتحد معي وإنما عرف ذلك طالوت بإخبار من النبي، وإن كان نبيا كما يروى عن بعضهم فبالوحي {ومن لم يطعمه} أي: من لم يذقه، وطعم كل شئ ذوقه {فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده} مستثنى من قوله فمن شرب منه ومعناه الرخصة في اغتراف الغرفة باليد دون الكروع أي: دون الشرب بالفم {فشربوا} أي: فكرعوا {منه إلا قليلا} وإلا قليل من الرفع قيل لم يبق مع طالوت إلا ثلاثمائة وثلاثة عشرة وهم المؤمنون روي من استكثر منه عطش، ومن اغترف قليلا روي{فلما جاوزه} أي: جاوز طالوت النهر {هو والذين أمنوا معه} يعني القليل الذين لم يشربوا {قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده} القائلون بهذا هم غير الخلص من المؤمنين الذين أمنوا وقيل: هم الكثير الذين انعزلوا عنه، {قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله} هم الخلص منهم الذين نصبوا بين أعينهم لقاء الله، وأيقنوه والذين يوقنون أنهم يشهدون عما قريب ويلقون الله والمؤمنون مختلفون في قوة اليقين وخلوص البصيرة{كم من فئة قليلة} أي: جماعة قليلة {غلبت فئة كثيرة} جماعة كثيرة {بإذن الله} بمشيئته ومعرفته {والله مع الصابرين} بالنصر والحفظ، والعلم والإعانة، لا تغيب عنهم معونته ولا نصرته، روي أن الغرفة كانت تكفي الرجل لشربه ودوابه، الذين شربوا منه اسودت شفاههم وغلبهم العطش، وجالوت جبار من العمالقة من أولاد عمليق بن عاد، وكانت بيضته فيها ثلاثمائة رطل.
مخ ۲۱۶