جوهر شفاف

ابن هادي d. 810 AH
131

جوهر شفاف

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ژانرونه

شعه فقه

قال رضي الله عنه: وهذا الكلام وضح لما فيه من الغرابة وهو أن القصاص قتل وتفويت للحياة وقد جعل مكانا للحياة ومن إصابة البلاغة تعريف القصاص وتنكير الحياة لأن المعنى ولكم في هذا الجنس الذي هو القصاص حياة عظيمة وذلك أنهم كانوا يقتلون بالواحد الجماعة وكم قتل مهلهل بأخيه كليب، حتى كاد يفني بكر بن وائل وكاد يقتل بالمقتول غير قاتله فثور الفتنة فلما جاء الإسلام وشرع القصاص كانت فيه حياة أي حياة لأن من علم بالاقتصاص منه ارتدع عن القتل وإذا ارتدع سلم منه صاحبه من القتل وسلم هو من القود، وكان القصاص سبب حياة نفسين.

قال رضي الله عنه: وهذا الخطاب له فضل اختصاص بالأئمة.{كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت} روي أن أهل الجاهلية كانوا يوصون بأموالهم للعبيد أربا وسمعة ويتركون أقاربهم فأنزل الله هذه الآية {كتب عليكم} أي: فرض وأوجب {إذا حضر أحدكم الموت} أي:أسبابه ومقدماته {إن ترك خيرا} أي: مالا كثيرا {الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف} أي: بالعدل وهو أن لا يوصي للغني ويدع الفقير، ولا يتجاوز الثلث.

وعن عائشة -رضي الله عنها-: أن رجل أراد الوصية وله عيال وأربعمائة دينار فقالت: ما أرى فيه فضلا وأراد آخر أن يوصي فسألته كم مالك فقال: ثلاثة ألف فقالت: كم عيالك قال: أربعة قالت: إنما قال الله تعالى {إن ترك خيرا} وإن هذا شئ يسير فاتركه لعيالك.

وعن علي عليه السلام: أن مولى له أراد يوصي وله سبعمائة فمنعه وقال: قال الله تعالى {إن ترك خيرا} والخير هو المال الكثير، وليس لك مال.

مخ ۱۴۷