( بكار ) بن الحسن بن عثمان بن زياد بن عبد الله الفقيه العنبري الأصبهاني مفتيها حدث عن أبيه وأبن المبارك وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وأمتحن في أيام الواثق فلم يجب إلى ما يريدون . وقال عيون الناس ممدودة إلي فأن أجبت إلى ما يريدون أخشى أن يجيبوا ويكفروا فتجهز ليخرج فوكل به . وعزم حيان أبن بشر القاضي على نفيه من أصبهان فجاء البريد بموت الواثق فطرد الأعوان عن داره فقال الناس ذهب بكار بن الحسن بالدست وجرى حيان في الطحت قال أبن أبي الشيخ مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين ويأتي أبوه الحسن . ( بكار ) بن قتيبة بن أسد بن أبي بردعة بن عبيد الله بن بشير بن عبد الله بن أبي بكرة نفيع بن الحارث الصحابي الثقفي البكراوي البصري الفقيه قاضي مصر أبو بكرة مولده بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائة فيما نقله الصحاوي في تاريخه . تفقه بالبصرة على بلال بن يحيى بن مسلم المعروف بلال الرازي وهو من أصحاب أبي يوسف وزفر بن الهذيل وأخذ عنه علم الشروط وأيضا سمع أبا داود الطيالسي ويزيد بن هارون وأحيا علم البصريين بمصر فحدث عن عبد الصمد بن عبد الوارث وصفوان بن عيسى الزهري ومؤمل بن إسماعيل . روى عنه الطحاوي فأكثروا به أنتفع وتخرج وروى عنه أيضا أبو عوانة في صحيحه وأبو بكر أبن خريمة إمام الأئمة كان من أفقه أهل زمانه في المذهب كان له اتساع في الفقه وتصانيف الشروط و ( كتاب المحاضر والسجلات ) و ( كتاب الوثائق والعهود ) وهو كتاب كبير وصنف كتابا جليلا نقض فيه على الشافعي رده علي أبي حنيفة وسبب تصنيفه لهذا الكتاب ما ذكره أبو محمد الحسن بن زولاق إنه نظر في مختصر المزني فوجد فيه ردا على أبي حنيفة فقال لبعض شهوده أذهبا واسمعا هذا الكتاب من أبي إبراهيم المزني فإذا فرغ منه فقولا له أنت سمعت الشافعي يقول ذلك وأشهدا عليه به فمضيا وسمعا من أبي إبراهيم المختصر وسألاه أنت سمعت الشافعي يقول ذلك فقال نعم فعادا إلى القاضي بكار وشهدا عنده علي المزني إنه سمع الشافعي يقول ذلك فقال بكار الآن استقام لنا أن نقول قال الشافعي ثم رد على الشافعي هذا الكتاب وولى بكار بن قتيبة قضاء مصر من قبل المتوكل ودخلها يوم الجمعة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين ولقي بكار محمد بن أبي الليث قاضي مصر كان قبله وهو خارج إلى العراق فقال له بكار أنا رجل غريب وأنت فقد عرفت البلد فدلني على من أشاوره وأتكى إليه فقال عليك برجلين ( أحدهما ) عاقل وهو يونس بن عبد الأعلى و ( الآخر ) زاهد وهو أبو هارون موسى بن عبد الرحمن فقال له بكار صفهما لي فوصفهما له فلما دخل مصر أتاه الناس ودخل يونس فرفعه وأكرمه وأتاه موسى فأختص بهما وشهد عنده إسماعيل بن يحيى المزني صاحب الشافعي شهادة من حيث لا يعرفه بوجهه وإنما كان يسمع عنه ويتشوق إليه فلما شهد عنده قال له تسمى فقال إسماعيل المزني قال صاحب الشافعي قال نعم فأحضر الشهود فسألهم عنه أهو هو فشهدوا إنه المزني فحكم بشهادته وأمضاها فخرج المزني وهو يقول ستر الله القاضي سترني القاضي ستره الله تعالى وكان المعتمد قد تحيل من أخيه الموفق فكاتب فيه أبن طولون بمصر فاتفقا عليه فجمع أبن طولون القضاة والأعيان وطلب خلعه فخلعوه إلا القاضي بكار بن قتيبة وقال أوردت علي كتاب المعتمد بولاية العهد فأورد علي كتابا آخر بخلعه فقال له غرك قول الناس فيك ما في الدنيا مثل بكار أنت شيخ قد خرفت فأنا أحبسك حتى ترد كتابه بإطلاقك فقيده وحبسه وأخذ منه جميع عطاياه من سنين فكانت ثمانية عشر كيسا كل سنة ألف دينار في كيس فجعله إليه كما هو بختمه . ونقل أبن زولاق عن الطحاوي إن بكارا أجاب إلى خلعه إلا إن أحمد طلب من بكار أمرا لم يقدر عليه فحبسه وقبض يده عن الحكم قال الطحاوي في تاريخه الكبير ما تعرض أحد لبكار فأفلج . مات يوم الخميس لست لقين من ذي الحجة سنة سبعين ومائتين وهو أبن سبع وثمانين سنة بمصر ودفن بالقرافة وقبره مشهور يزار ويتبرك به ويقال إن الدعاء عند قبره مستجاب ومات في الليل ولم يدفن إلى بعد العصر من كثرة الزحام وصلى عليه محمد بن الحسن الفقيه أبن أخيه ويأتي رحمه الله تعالى .
2 ( باب من اسمه بكترس ) 2
مخ ۱۷۰