حيث لم يتلوثا بنجس فإن تنجسا حكم عليهما بالنجاسة حتى يزول ذلك وقد أخبرنا تعالى بنجاسة الأنصاب والأزلام فكيف لنا أن نقول ليسا بنجسين .
فإن قلت بهذا لا يتأتى في الميسر لأنه أمر معنوى لأنه فعل من أفعال العباد ذات من الذوات، والأفعال لا تتصف بحقيقة النجاسة وإنما توصف بالرجس إذ أريد المبالغة في تقبيحها، فظهر أن الجميع رجس بمعنى قبيح قذر .
قلنا دخل في قوله { رجس } ما يمكن وصفه بالنجاسة الحقيقية وما لا يمكن فما أمكن منها بوصفه بها أثبتناها له وما لم يمكن جعلناه مبالغة في ذمة فيكون رجس من قوله تعالى { فإنه رجس } مجازا عاما حيث استعمل في الحقيقي وغيره وعند من أجاز اجتماع الحقيقة والمجاز في كلمة واحدة يجعله من بابه .
هذا تحرير الاستدلال على القول بالنجاسة وإنما أطلت لك القول فيه لتعلم أنهم على بينة من ربهم وهدى وقد شممت من سؤالك رائحة الاعتراض عليهم فما أنت وذاك لست هناك والله أعلم .
حكم الوندر من حيث الطهارة
السؤال :
عن الوندر هو نجس أم لا ؟
مخ ۳۹