الجنان ، والدخول في زمرة الملائكة وفسحة الرضوان ، ذات الروح والرعان ، ومن أقبل على ظاهر الشريعة دون باطنها كان ذو جسم بغیر روح ناقص الآلة ، فلا يزال مستخدمة في الشريعة مقارنة للطبيعة حتى يكتس روعة كاملة ونقمة شاملة ترفعه إلى السماء العالية والدرجات السامية ، ومن كان -- يقبل على العلوم والآراء العقلية وهو متغافل عن اقامة الظواهر الشرعية والسنن التكليفية - فهو
سوأته ، وتنتهك في العالم عورته إذا خرج بصورته المحردة في غير أوانها ، أو نطق بالحكمة بغير زمانها، ولم يعمل بموجبها ، وأمر غيره بما لم يفعله فذلك الذي قد قدم عقله - وفهمه فلا شك أن حقه بزهق وشمله يتفرف وعلمه مزق ، اعاذنا الله وأياك أيها الأخ البار الرحيم من هاتين الطريقتين العادلتين بأهلهما عن الصراط المستقيم و الحق المبين والطريق الواضح القويم ، وهدانا واياك الوقوف على الطريق الوسطى أو الصراط الذي لا عوج ولا ميل فيه وهو الصراط المستقیم صراط الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
مخ ۹۸