فانما عنوا قوى النفس الكلية الحركة المديرة لهذه الاجسام السارية وهذه القوى تسميها الحكماء في كتبها ورسائلها بالملائكة الروحانيين . وإذا قالوا الأجسام المولدة ، فانما عنوا انواع الحيوان ، والنبات ، والمعادن وإذا قالوا الانفس الحيوانية، والنباتية ، والمعدنية ، فاناعنوا قوى الانفس البسيطة المحركة المدبرة لهذه الاجسام ، المولدة السارية فيها ومنها افعالها وخواصها ومنافعها . فاذا قالوا الأجسام الجزئية فانما عنوا أشخاص الحيوان ، والنبات ، والمعادن ، وغيرها من المصنوعات على ايدي البشر . واذا قالوا الأنفس المتحركة فانما عنوا قوى النفس الحيوانية ، والنباتية والمعدنية ، السارية في الأجسام الجزئية ، والمحركة المديرة لها ، المظهرة بها ومنها افعالها واحدة بعد واحد من الاشخاص الموجودة تحت فلك القمر. ومن هنا فقد ظهر بالبيان وبان البرهان أن العالم بجملته كمثل انسان واحد طائع لباريه شاهد لخالقه بالوحدانية .
مخ ۸۲