ليأوي اليه ويأنس به . كذلك جميع اجسام الحيوان فهي مبنية على مثال الصورة الانسانية بالزيادة والنقصان ، ولكنها معكوسة البنية مردودة إلى اسفل السافلين لانها ذات طبيعة ثقيلة ، و اخلاط رديئة مظلمة ، فلذلك انعكست . وان منها : النفوس الرديئة الدنيئة الناقصة ، ومنها ما هي صم بكم عمي ، فهذه الصفة عالم النفس بجميع ما فيه من القوى النفسانية والحركات الروحانية ، وهي نفس واحدة وانسان واحد العقل روحه و مدبره و محیط به ، وكذلك العقل فهو جوهر واحد شفاف فاضل كله ، لا تباين فيه ولا تغایر، ولا يفسد ولا يضمحل ، ولا يهبط ولا يزول ، ولا بتحده
الصافية ، فيكون اشراقه على التفوس حسب اشراق بقاعها الطاهرة وعندئذ يظهر فيها أنواره ، وينشر عليها بركاته وهو نجواهره العالية ، وأقسامه الفاضلة ، ونهاياته الكاملة ، انسان واحد ، وان روحه هي سبب بقائه ودوامه ، وامر الله عز وجل وفيضه متصل به لا ينقطع عنه ، وهو صفو كله
مخ ۷۷