============================================================
بلدة بها أيضا، والكل من الأراضي المقدسة هنا، وذكر في تاريخ الطبري (1) أن يوشع وبني إسرائيل بعد ما نجاهم الله تعالى من التيه عزموا على ما أمروا به من فتح تلك القلاع، والقتال مع الجيابرة الذين في هاتيك البقاع فساروا إليها وأخذوا حصني آريحا وأريحة بمضي زمان يسير، ثم توجهوا إلى بلقاء وعكروا بقرب منها، وبادروا إلى القتال مع من فيها فتعسر عليهم الفتح والظفر، وكلما جذوا بالقتال لم ينالوا منها أدنى منال.
بل كاد الجيش ينهزمون، وفي كل واد يهيمون فتحير يوشع عند ذلك ونضرع إلى الله تعالى في الاستكشاف عما هنالك، فأوحى الله تعالى إليه ان فيهم رجلا من الصلحاء يقال له بلعام بن باعوراء يدعو لهم وان دعاءه سد عنكم باب الفتح والظفر، وكان عنده اسم الله الاعظم، فناجى يوشع ربه وقال يا رب كما سمعت دعاهه علي فأسمع دعاني عليه بأن تسلب أيمانه وتظهر خسرانه فأجاب الله دعوته على بلعام، وسلب منه المعرفة، ونزع منه الاسم الاعظم والايمان، فأحس بخسرانه وذهاب ايمانه، قلت بان خرجت من صدره صورة كحمامة بيضاء علي ما قيل، وقيل اندلع لساته على صدره، انتفى ثم أن يوشع ومن معه من المؤمنين صالوا على المدينة المزيورة مستهلين بالتكبير فاستقبلتهم بشائر النصر والفتح بالتبشير، فدخلوها، وقتلوا من لم يؤمن فيها واستجمعوا من امن منهم وأطاع، وكانت مدة جهادهم سبع سنين، ثم رجعوا إلى مصر وأقاموا فيها، قلت: قال الإمام البفوي في المعالم(14 في تفير سورة الماثدة بعد ذكره وفاة هرون وموسى عليه السلام: فلما مات موسى وانقضت أربعون سنة بعث الله يوشع نبيا، قأخبرهم بأن الله عز وجل قد أمره بقتال الجبابرة فصدقوه وتابعوه، فتوجه بيني اسرائيل إلى أريحا ومعه تايوت الميثاق، فأحاط بمدينة أريحا ستة (1) ناريخ الطبري 435/1 وما بعدها.
معالم التنزبلللامام الحين بن مسعود البغوي المتوني سنة 510ه/ 1116م الاعلام 3/
مخ ۳۲