177

جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

ژانرونه

ومما قال الله في كتابه: {النار وعدها الله الذين كفروا}. وقال: {وهل نجازي إلا الكفور}. وقال: {وأما الذين فسقوا فمأواهم النار}. وقال: {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}؛ وقد عرف هذا القول أولو الألباب أن الفاسق كافر معذب مع الكافر، والكافر فاسق معذب مع الفاسق، وكلهم في النار إذا ماتوا على الكفر والفسق ولم يتوبوا، ولا فرق في ذلك، والله قد سوى بينهم في الاسم، وقال: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} بالتسوية بينهم.

وقال: {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}. فميز بينهم، وفرق بين أحكامهم.

وقد قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، و{الظالمون} و{الفاسقون}، فسوى بينهم في ترك الحكم بما أنزل الله، ولا مخرج في هذا لهم، وقد بينا في غير هذا الموضع فساد قول من قال: إن الفاسق لا مؤمن ولا كافر.

وقد كان الناس قبل حدوث المعتزلة يقولون: إن الفاسق مع قوم مؤمن، وقال قوم: كافر، ولم يخل معهم من إحدى هاتين المنزلتين حتى حدث الاعتزال من المعتزلة، ففارقوا ما عليه الناس من قولهم في الفاسق، من قولهم: إنه لا مؤمن ولا كافر، فخرج هذا القول من الإجماع والكتاب؛ لأن الكتاب نطق بفسق إبليس وأنه من الكافرين، وكل من كسب ذنبا وفسق فيه، فهو كافر كإبليس؛ إذ هو إمام المصرين.

مسألة: [في معنى الإسلام]

- وسأل عن الإسلام ما هو؟

مخ ۱۷۷