176

جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

ژانرونه

{ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق} فذلك من الهدى تمام الإيمان بجميع ما أمر الله وأنزل على جميع أنبيائه من الكتب كلها، والتصديق بما جاءوا به، وبما جاء به محمد ^ في شريعة الإسلام، فلا يزاد في الإسلام ولا ينقص منه بعد كماله، والإسلام غير المسلم، والإيمان غير المؤمن، والذي ينقص من ذلك شيئا لا يؤمن به، ولا يصدق به، ومن يتعد حدود الله فقد خرج مما أقر به وصدق به فلا يكون مؤمنا.

وقد ذم الله من جعل ذلك مؤمنا بقوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} فهم لا يريدون الخروج إلا وهم معادون.

ففي هذا تكذيب لمن قال: إن الفاسق مؤمن بكبيرته، وأنه يخرج من النار، وأنه يعذب ثم يخرج؛ فقد أكذبهم ||الله تعالى|| بقوله في كتابه، ولا خلف لوعده ووعيده.

وأما من قال: إن الفاسق لا مؤمن ولا كافر.

فذلك يقال له: هذا لا يكون موحدا، ولا مؤمنا، ولا ملحدا، ولا كافرا، ولا سعيدا ولا شقيا؛ وهذا القول صاحبه /127/ خارج من المعقول.

مخ ۱۷۶