قال الله جل ذكره: { ?لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم (¬1) } ، وقال عز وجل: ? { ولا تأكلوا مما يذكر اسم الله عليه } (¬2) كان هذا الخطاب يوجب تحريم كل طعام لم يذكر اسم الله عليه من حيوان أو غيره، إذ ليس في نفس الآية تفضيل لطعام (¬3) من طعام، فلما اتفق أهل الإسلام على أن المقصود الظاهر في هذه الآية الحيوان دون غيره، صح أن الآية خاصة وإن كانت في الظاهر عامة، وجاء في التفسير أن المشركين قالوا للمسلمين: لم تأكلون ما قتلتم؟ يعنون ما ذكيتم، ولا تأكلون ما قتل الله لكم يعنون الميتة، فأنزل الله: ? { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق } ، (¬4) وقوله عز وجل: { ?لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } (¬5) ، وقال جل ذكره: ? { ولا تكونوا من الذين كذبوا بآيات الله فتكونوا من الخاسرين } (¬6) فكان ظاهر هذا الخطاب يدل على الخصوص، فلما قال: { ?إنه لا يحب الظالمين } ?كان هذا القول دليل على أن هذا الفعل محرم (¬7) على كل (¬8) من فعله من المخاطبين.
وكذلك قوله تعالى: { ?ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } ، (¬9) فعرف السمع والبصر والفؤاد بالألف واللام ولم يتقدم لشيء منها ذكر، فاستدللنا على أنه إنما قصد بالتعريف إلى الجنس، فكان كل سمع وبصر وفؤاد، وفعل صاحبه ذلك الفعل فهو مسؤول عنه فصار كل من وقف (¬10) ما ليس له به علم مأزورا في فعله وإن كان ظاهر النهي خاصا للمخاطب (¬11) في نفسه.
¬__________
(¬1) المائدة: 95 أول الآية " يا أيها الذين آمنوا" الآية.
(¬2) الأنعام: 121.
(¬3) في (أ) الطعام.
(¬4) تقدم ذكرها.
(¬5) لقمان: 13.
(¬6) يونس: 95.
(¬7) في (أ) يحرم.
(¬8) في (أ) "على كل حال" وغير موجودة في (ب) و (ج).
(¬9) الإسراء: 36.
(¬10) في (أ) قفا.
(¬11) في (أ) للخاطب.
مخ ۱۰۳