أحسنِ الحديث، وإن أرادوا القَصَص دلهم على أحسنِ القصص
القرآن ".
ورَوَى أيضًا عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي ﷺ قال: "لو كان القرآن في إِهاب ثم أُلْقِيَ في النار ما احترق".
قال أبو عبيد: وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالإِهاب قلب المؤمن، وجوفه الذي قد وعى القرآن.
وقال الأصمعى: لو جعِل القرآن في إنسان، ثم ألقي في النار ما احترق.
يقول إن من حفظ القرآن من المسلمين لا تحرقه النار يوم القيامة إنْ أُلْقِيَ
فيها بالذنوب.
وقال غيره: كان هذا في عصر النبي ﷺ عَلَمًا لنبوته، ودليلًا على أن القرآن كلام الله، ومن عندِهِ، ثم زال ذلك بعد النبي ﷺ.
وقيل: أراد بقوله: ما احترق القرآن، لا الإِهاب؟ أي يحترق الِإهاب، ولا يحترق القرآن.
وكل هذه الأقوال غير مستقيمة
أما قول أبي عبيد، إنه أراد بالإهاب قلب المؤمن، وجوفه، فتأويل لا دليل عليه؛ لأن الإِهاب الجلد الذي لم يدبغ، فاستعماله في جوف المؤمن، أو قلبه من غير دليل لا يصح.
وظاهر اللفظ يقتضي خلاف ذلك؛ لأن هذا الكلام إنما يقال
على وجه الفرض والتقدير، لو قدر جعله في إهاب ثم ألقي في النار ما
احترق الإهاب، ولا يستغرب كون القرآن في جوف المؤمن، ثم إن جوف