وذلك أن ما كان فى طبعه سهل الحركة إذا عرض فيه الألم وإن كان يسيرا فإنه يصل بسرعة إلى جميع أجزائه واحدا بعد واحد إلى أن يصل إلى العضو الذى يفهم به ذلك فيدله على تلك القوة الفاعلة. وأما ما كان بخلاف ذلك فلأنه ثابت متمكن فليس يتألم وحده فى دور متساو ولا يحرك شيئا من الأشياء القريبة منه، فإذا لم يوصل كل واحد من تلك الأجزاء إلى صاحبه الألم الأول الذى حدث فيه — لأن جميع بدن الحيوان يكون غير متحرك — كان ذلك الألم غير محسوس. وأسهل الأعضاء وأسرعها حركة السمع والبصر خاصة لأن فيهما من النار والهواء قوة عظيمة، وأعسر الأعضاء وأبطأها حركة الشعر والعظام وسائر الأشياء الباقية الأرضية
ثم [قال] إن افلاطن بعد هذا قال فى اللذة والأذى هذا القول: أما أمر اللذة والأذى فعلى هذا ينبغى أن يتوهم، وهو أن كل أثر خارج عن المجرى الطبيعى يجفو ويبدو جملة فى دفعة فهو مؤلم، والرجوع جملة فى دفعة إلى الحال الطبيعية لذيذ. وأما ما يبطؤ ويبدو قليلا قليلا فغير محسوس، وما كان على ضد ذلك فأثره على الضد. وأما الشىء الذى يكون بسهولة فكله لا يحس ولا يكون معه ألم ولا لذة
[chapter 15]
مخ ۱۹